إعداد: كلادس صعب
في الحلقة الثالثة، ينشر موقع LebanonOn التفاصيل التي سبقت جريمة كفتون والتي أدّت الى مقتل ٣ من عناصر البلدية وفق ما ورد في القرار الظني لقاضي التحقيق العسكري نجاة ابو شقرا، وتبين أن المدعى عليه خالد صبحة هو من أرشد المدعى عليه أحمد الشامي إلى هذا المحل ونصحه بسرقته، (علمًا أن خالد صبحة هو زوج شقيقة أحمد الشامي، المدعوة صفا، وأن صاحب محل الصيرفة هو زوج خالة خالد صبحة، وكان خالد أوقف من قبل مديرية المخابرات بتاريخ ٥/١٠/٢٠٢٠ وهو أوقف قبل ذلك من قبل شعبة المعلومات بتاريخ ٢٥/٨/٢٠٢٠ وترك بالتاريخ عينه بعد التحقيق الأولي معه بإشارة من النيابة العامة التمييزية)، وكان خالد صبحة يعلم أن أحمد الشامي يقوم بجمع الأموال لصالح نساء مقاتلي داعش وعوائلهم الموجودين في مخيم الهول في سوريا، بعد أن أعلم أحمد الشامي صهره خالد صبحة أنه يقوم بجمع الأموال لصالح نساء داعش الموجودات في مخيمات في سوريا، وعندما تبين أن هذا المحل مقفل، قرر محمد الحجار المتابعة نحو الكورة، على أن يعودوا في اليوم التالي في وقت يكون صاحب محل الصيرفة لا زال في محله والأموال لا تزال بحوزته، وطلب محمد الحجار من المدعى عليه إيهاب شاهين تولي قيادة الربيد.
لكن إيهاب أعلم محمد الحجار أنه لا يعرف قيادة السيارات ذات ناقل الحركة العادي، عندها قرر محمد الحجار أن يعيد إيهاب إلى منزله في البداوي وينتظره ليعود ليلًا ويبيت لديه، واقترح المدعى عليه أحمد الشامي على محمد الحجار ركن الربيد في البداوي، ومتابعة طريقهم نحو الكورة على متن سيارة الهوندا، فتولى المدعى عليه أحمد الشامي قيادة سيارة الهوندا ومعه يوسف الخلف والمدعى عليه إيهاب شاهين واتجهوا نحو البداوي، ولحق به محمد الحجار وعمر بريص على متن سيارة الربيد. وبوصولهم هناك ركن محمد الحجار الربيد، وغادر إيهاب إلى منزله، وتابع الباقون، أي يوسف الخلف ومحمد الحجار وعمر بريص والمدعى عليه أحمد الشامي نحو الكورة، وتحديدًا إلى بلدة كفتون.
وتبين أن يوسف الخلف كان يعمل في مقلع في بلدة كفتون، وهو يعلم بالتالي بوجود متفجرات ومواد تستخدم للتفجير فيه، واتفق مع محمد الحجار وعمر بريص والمدعى عليه أحمد الشامي على سرقتها في سبيل تنفيذ أعمال أمنية في لبنان.
وبوصول المذكورين إلى كفتون على متن سيارة الهوندا، اشتبه بهم عنصر من شرطة بلدية كفتون ومعه شابان من البلدة، كون السيارة من دون لوحات، وكانت البلاد تحت الحجر الصحي ومنع للتجول، وأن عنصر الشرطة (فادي سركيس) ومن معه (علاء فارس وجورج سركيس)، طلبوا من الحجار وبريص والخلف والشامي إبراز هوياتهم، فرفضوا، عندها أمر محمد الحجار من معه بقتل الشبان الثلاثة، فأطلقوا النار عليهم وقتلوهم.
وضبطت سيارة الهوندا على بعد مئتي متر من مكان وقوع الجريمة، وعثر فيها على مسدس حربي مع كاتم للصوت وقنبلة يدوية وأجهزة لاسلكية، وعثر على مسدس حربي آخر على بعد عشرة أمتار من السيارة، وعثر في محيطها على /٢٥/ مظروف فارغ عيار /٧،٦٢/ ملم عائدين لبندقية كلاشينكوف، كما ضبطت بندقية كلاشينكوف من سيارة الشرطي البلدي مع ثلاث مماشط لها، وتبين أن هذه الأسلحة المضبوطة لا تعود لقوى الأمن الداخلي. كما عثر في صندوق سيارة الهوندا على كميات من الفحم، وتبين أن سبعة من المظاريف المضبوطة من "مسرح جريمة كفتون" تمّ إطلاقها من بندقية كلاشينكوف ضبطت من منزل الفرض بعد مداهمته من قبل شعبة المعلومات بتاريخ ٢٦/٩/٢٠٢٠.
وبنتيجة المتابعة والاستقصاءات والتحقيقات تبين أن هذه السيارة تعود للقتيل خالد التلاوي،
وأنه لدى الكشف الجنائي على هذه السيارة تمّ العثور على البصمة الوراثية العائدة لعمر بريص على كمامة عثر عليها داخل السيارة، كما عثر على بصمة ليوسف الخلف وللمدعى عليه أحمد الشامي، وعثر على بصمة لهذا الأخير أيضًا داخل سيارة الربيد العائدة لعمر بريص والتي ضبطت في محلة البداوي. وبعد تحليل البصمة الوراثية للقتلى التسعة في منزل الفرض والذين سقطوا إثر مداهمة هذا المنزل من قبل شعبة المعلومات، تطابقت عينة مرفوعة من جثة محمد الحجار مع آثار رفعت عن عبوة زجاجية فارغة من داخل سيارة الهوندا، كما تمّ رفع بصمة من سيارة الربيد العائدة لعمر بريص، وتبين أن هذه البصمة تعود للمذكور.
وتبين أنه في إطار تحضير محمد الحجار لتنفيذ أعمال أمنية في لبنان، قام بتسليح مجموعاته بأسلحة حربية كالمسدسات وبنادق الكلاشينكوف والبي كا سي، وقاذف آر بي جي، وبالذخائر اللازمة لكل منها، والقنابل اليدوية، وقد حازت هذه المجموعات مادةC4 ونيترات الأمونيوم ونشارة الألمنيوم والفحم والسماد الزراعي والكبريت الزراعي واستخدمت هذه المواد في تصنيع الأحزمة الناسفة، وحازت أيضًا الأجهزة اللاسلكية، والأجهزة الإلكترونية، كما قام محمد الحجار بتصنيع الأحزمة الناسفة مع كل من يوسف الخلف ومالك مرعش والمدعى عليه عبد الله البريدي.
كما تبيّن أن عمر بريص هو من قام بتأمين مادة نشارة الألمنيوم التي تدخل في تصنيع هذه الأحزمة من المدعى عليه فادي الصاج، وكان عمر قد أطلع فادي أنه يريد إدخال هذه المادة إلى سوريا، واشترى منه حوالي خمسة كيلوغرامات من نشارة الألمنيوم، كما قام عمر بريص بشراء كيس كبير من السماد الزراعي وكيلويين من الكبريت من مؤسسة الحايك المعدّة لبيع الأسمدة الزراعية في عمار مفرق كوشا، وهو قام بتخبئة كيس السماد الزراعي تحت الدرج العائد للطابق الأرضي من منزل شقيقته من دون علمها أو علم زوجها غسان الحجة، كما خبأ في منزل والدته كيسًا فيه بودرة مجهولة النوع، تمّ تسليمه من قبل صهره غسان الحجة إلى فرع معلومات الشمال.
وفي تاريخ ٧/١٠/٢٠٢٠ أوقفت دورية من مديرية المخابرات المدعى عليه فادي الصاج وضبطت بحوزته ورقة رسم عليها راية داعش، وخمس بنادق صيد، وهو كان قد أوقف قبل ذلك بتاريخ ٣١/٨/٢٠٢٠ من قبل شعبة المعلومات وتمّ التحقيق الأولي معه وترك بتاريخ ٨/٩/٢٠٢٠ بناءً لإشارة النيابة العامة التمييزية.
وتبيّن أنه بعد وقوع جريمة كفتون، توارى المدعى عليه أحمد الشامي مع محمد الحجار وعمر بريص ويوسف الخلف في أحراج الكورة لمدة يومين، بعدها غادر الشامي لوحده باتجاه أميون ومنها إلى شكا، سيرًا على الأقدام، وهناك استقلّ سيارة أجرة إلى البداوي، فقصد منزل شقيقته مروة زوجة محمد المحمد، حيث بدّل ملابسه، ثم اتصل بحسن حدارة الذي حضر على متن سيارته نوع مرسيدس واتجها نحو أميون، وأقلّا محمد الحجار وعمر بريص ويوسف الخلف، وأوصل حسن حدارة المذكورين إلى البداوي حيث حضر المدعى عليه أحمد إسماعيل على متن سيارته نوع ربيد كونغو تحمل لوحة خلفية يختلف رقمها عن اللوحة الأمامية وكان أحمد الشامي هو من اتصل بأحمد اسماعيل وطلب منه إحضار ملابس لهم، ففعل، وأن الشامي والحجار والخلف صعدوا في سيارة أحمد اسماعيل، فيما بقي عمر بريص في سيارة حسن حدارة، وقام المذكورون بتبديل ملابسهم ووضعوا أسلحتهم في سيارة أحمد إسماعيل، وأن حسن حدارة أوصل عمر بريص إلى البداوي، وتابع عمر طريقه نحو مفرق ببنين بواسطة ڤان عمومي، وهناك عاد عمر والتقى بأحمد إسماعيل ومن معه، بحسب اتفاقهم السابق، ونقل أحمد إسماعيل الشامي والحجار والخلف وبريص إلى البيرة، حيث ترجلوا من سيارته، واستقلوا سيارة أجرة نحو وادي خالد، وهناك كان بانتظارهم سمير الحميدان وعبد الكريم الفارس، كلّ على متن دراجة نارية، فصعد أحمد الشامي ومحمد الحجار خلف عبد الكريم الفارس، فيما صعد يوسف الخلف وعمر بريص خلف سمير الحميدان، وتوجهوا إلى منزل خضر الحسن في حنيدر، ولدى وصولهم إلى هذا المنزل، وجدوا خالد التلاوي فيه، وهناك قام خضر بحلق شعر المدعى عليه أحمد الشامي وذقنه، وسلّم محمد الحجار المدعى عليه الشامي بطاقة فلسطينية مزورة ليتجول بها، تحمل صورة الشامي وإسم سليم فوزي الخليل، وقام أحمد الشامي بمساعدة محمد الحجار ومالك مرعش ويوسف الخلف في تحضير أحزمة ناسفة مستخدمين نشارة الألمنيوم التي كان عمر بريص قد أحضرها من عند المدعى عليه فادي الصاج، وقاموا بتصنيع تسعة أحزمة، (هي الأحزمة الثمانية التي وجدت لاحقًا في منزل الفرض بعد مداهمته من قبل شعبة المعلومات والحزام الذي استخدمه عمر بريص في عمليته الإنتحارية على ثكنة عرمان)،
وتبين أن يوسف الخلف ومحمد الحجار وعمر بريص والمدعى عليه أحمد الشامي كانوا قد تركوا أسلحتهم في سيارة المدعى عليه أحمد إسماعيل، الذي عاد وأوصل هذه الأسلحة إلى منزل المدعى عليه فادي الفارس بناء لطلب محمد الحجار.
وبعد يومين غادر المدعى عليه أحمد الشامي منزل خضر الحسن برفقة خالد التلاوي، بتكليف من محمد الحجار، لإيجاد مأوى للمجموعة في الضنية، يصبح مقرًّا لها والعمل من هناك على تجنيد عناصر جديدة، وتأمين اللوازم اللوجستية لشنّ هجمات ضد أهداف عسكرية، وزوّد محمد الحجار التلاوي بهوية فلسطينية مزورة تحمل إسم محمد محمود الأطرق، وقام كل من سمير الحميدان وعبد الكريم الفارس بإيصال أحمد الشامي وخالد التلاوي إلى مكان حيث تمكنا من أخذ سيارة أجرة، ومن هناك توجها إلى المنية، وتواصلا يوم ٢٥/٨/٢٠٢٠ مع المدعى عليه طارق العيسى وطلبا منه إحضار دراجة خالد النارية ومسدسه، ففعل، وانتظرهما في المنية وسلّمهما الدراجة والمسدس، ثم غادر أحمد الشامي وخالد التلاوي نحو الضنية، وقصدا حرجًا بقيا فيه لساعات عدة، لجأا بعدها إلى محل المدعو عبد المطلب ناصر في كفرشلان وطلبا مساعدته فرفض، فقصدا منزل المدعى عليه خالد السيد في مرياطة لمساعدتهما على التواري بعد أن أعلماه بتورطهما في جريمة كفتون، وأن خالد السيد نقل خالد التلاوي وأحمد الشامي إلى منزل المدعى عليه نمر عجاج وطلب منه مساعدتهما على التواري وهو يعلم بتورطهما في جريمة كفتون، لكن نمر ردّ أنه لا يعرف أي مكان آمن للتواري، عندها أعاد خالد السيد كلًا من خالد التلاوي وأحمد الشامي إلى منزله وطلب منهما المغادرة وانتظاره في محل عبد المطلب ناصر حتي يعمل على تأمين مأوى لهما، فغادرا، وكان نمر عجاج قد أرشدهما إلى طريق فرعية لاكتناف حاجز الجيش في المحلة.
وتبيّن أن الشامي والتلاوي وصلا إلى محل عبد المطلب ناصر، وانتظرا حضور خالد السيد، ولما تأخر بالحضور، اتصل به خالد التلاوي، وطلب حضوره، عندها حضر خالد السيد ومعه نمر عجاج إلى محل عبد المطلب، واتصل خالد السيد بصديق له يدعى خالد وردة وطلب منه الحضور، ففعل، ولدى وصول وردة طلب منه السيد تأمين مأوى للشامي والتلاوي فرفض، مجددًا طلب السيد من الشامي والتلاوي المغادرة والبقاء على تواصل معه حتى يؤمن مأوى لهما.
بعدها توجه الشامي والتلاوي إلى منزل المدعى عليه فادي جبارة (الملقب أبو يحي) في بخعون، فأعطاهما مفتاح سيارته للمبيت فيها حتى اليوم التالي، وزوّد خالد التلاوي بخدمة الانترنت من هاتفه، فتواصل خالد مع المدعى عليه وليد الدهيبي وطلب منه العمل على تأمين مأوى له وللشامي، وكان ذلك يوم الخميس في ٢٧/٨/٢٠٢٠، وصباحًا أقلّ فادي جبارة الشامي والتلاوي من بخعون وصولًا إلى طريق عام الضنية، حيث تواريا في أحد الأحراج هناك، وكان خالد التلاوي قد ترك دراجته عند فادي جبارة، وطلب منه بيعها في حال تمّ توقيفه وإعطاء ثمنها لعائلته، وأن هذه الدراجة ضبطت بحوزة فادي جبارة لدى توقيفه، وخلال الطريق أعطى فادي جبارة خدمة الإنترنت لخالد التلاوي من هاتفه، وهو أرشد خالد وأحمد إلى طريق فرعية يمكن سلوكها لاكتناف حاجز الجيش في بلدة عشاش.
ومساءً قصد خالد التلاوي وأحمد الشامي منزل المدعى عليه عثمان عويضة في باب الرمل- طرابلس، وأن عثمان سمح للشامي والتلاوي المبيت في منزل عمه الذي يحوز مفتاحه بعد أن علم أنهما مطلوبان للعدالة، فباتا هناك لمدة يومين، وقد أمّن لهما عثمان الطعام والشراب طوال هذه الفترة، وسمح لهما باستعمال دراجته النارية للذهاب للقاء شخص كان سيعمل على إدخالهما إلى سوريا، وغادراه ليل ٢٨-٢٩/٨/٢٠٢٠. وقد تمّ توقيف المدعى عليه عثمان عويضة من قبل مديرية المخابرات بتاريخ ٤/١٠/٢٠٢٠.
كما تبيّن انّ أحمد الشامي قصد منزل شقيقته صفا، زوجة المدعى عليه خالد صبحة، يوم السبت في ٢٩/٨/٢٠٢٠، وطلب من صبحة إيواءه، لكن هذا الأخير رفض طلبه. بعدها ذهب الشامي والتلاوي إلى محل المدعى عليه حسن الحسين (الملقب أبو فهد) في البداوي حيث باتا ليلتهما، وأعطاهما حسن ملابس وطعام، واتصل بالمدعى عليه حسين الأحمد (الملقب أبو جواد) الذي حضر، وأن حسن الحسين وحسين الأحمد نصحا أحمد الشامي وخالد التلاوي بالاختباء في شركة للغاز مهجورة، وكلاهما يعلم أن الشامي والتلاوي يحملان فكر داعش وأنهما متورطان في جريمة كفتون، وفي صباح اليوم التالي نقل حسين الأحمد التلاوي والشامي إلى شركة الغاز المهجورة وأمّن لهما الطعام، فأمضيا نهارهما فيها، وخلال وجود حسين الأحمد برفقة الشامي والتلاوي في شركة الغاز، طلب منه التلاوي التوجه إلى منزل المدعى عليه محمد صبرة وإحضار أسلحة له منه، فرفض، كونه لا يعرف منزل صبرة، عندها طلب منه التلاوي الذهاب إلى منزل المدعى عليه طارق العيسى للغاية عينها، ففعل، وعاد حسين الأحمد ومعه ثلاث رمانات يدوية وذخيرة لمسدس التلاوي، وأخبره أنه التقى بطارق وبعبد الكريم، شقيق خالد، وأن طارق حمّله رسالة مفادها أن الأسلحة المخبأة لديه بأمان.
وليلًا استقل خالد التلاوي والمدعى عليه أحمد الشامي سيارة أجرة إلى منزل المدعى عليه عبد الرزاق الرز الذي كان يعلم بتورطهما في جريمة كفتون، وكان حسين الأحمد قد اتصل مسبقًا بعبد الرزاق وأعلمه بذهاب خالد التلاوي وأحمد الشامي إليه.