إعداد: كلادس صعب
جريمة كفتون التي هزت لبنان بشكل عام والشمال بشكل خاص، وأثارت الذعر من عودة الإغتيالات حيث تزامنت مع زيارة النائب المستقيل نديم الجميل الى المنطقة، وكادت تشعل فتيل فتنة في منطقة تضم كوادر حزبي الكتائب والسوري القومي الاجتماعي، إلّا إن المتابعة الأمنية للجيش اللبناني، ومديرية المخابرات و"فرع المعلومات "، تمكنت من كشف خيوطها وتوقيف المتورطين، ومقتل عدد من أفراد المجموعة التي تبين أنها بايعت تنظيم "داعش".
وللوقوف عند تفاصيل هذه الجريمة التي ارتبطت فيها جرائم اخرى ارتكبت فيما بعد، ينشر موقع LebanonOn نصّ القرار الظني (بتصرف) الذي أصدرته قاضي التحقيق العسكري نجاة ابو شقرا يوم أمس، وادّعت فيه على 34 شخصا، 33 بالصورة الوجاهية، في حين ادّعت على فادي خالد فارس بالصورة الغيابية ما خلا الذين قتلوا في العملية، والذين تجاوز عددهم 9 أفراد.
والقرار يقع في 48 صفحة أوردت فيه القاضية ابو شقرا تفاصيل يوم الجريمة، وعملية المطاردة، والأعمال الارهابية التي ارتبطت فيها فيما بعد، والأسلحة، والذخائر، والأحزمة الناسفة التي استعملت في العملية.
وتبيّن أنه أسند إلى المدعى عليهم والموقوفين وجاهيا وما زالوا اللبنانيون: منذر عبد الحفيظ شمسين - مصطفى محمد - عبد الكريم محمد التلاوي الملقب بـ"أبو خالد" - طارق محمود العيسى - محمد خضر صبرة الملقب بـ"أبو زيد" - عبد الهادي ياسين غزاوي الملقب بـ"أبو عمر" - محمد وجيه ديب صالحة الملقب بـ"أبو رجب" - وليد محمد الدهيبي - فادي يحيى جبارة الملقب بـ"أبو يحيى" - محمد صافي طزلق الملقب بـ"أبو صافي" - حسين عياص الأحمد الملقب بـ"أبو جواد" - عبد الرحمن عدنان صلاح الملقب بـ"أبو يزيد" - حسن فهد الحسين ملقب بـ"أبو فهد" - أحمد سمير الشامي الملقب بـ"سليمان وأبو عبد الله الشامي وأبو الشام" - عبد الرزاق وليد الرز - عثمان أحمد هاشم عويضة - عبد الله عباس البريدي الملقب بـ"أحمد وأبو علي" - أحمد بري اسماعيل الملقب بـ"عزيز وأبو أسامة" - محمد خالد الأسعد الملقب بـ"سميران" - فاضل علي الأحمد - محمد أحمد الشيخ الملقب بـ"حمودي وأبو هاجر" - محمد علي أحمد الحلبي قاصر الملقب بـ"رامي" - خالد نبيل السيد - أحمد حسن المصري - نمر عمر عجاج - فادي أحمد الصاج - خالد بلال صبحة - عمر ناصر حسن الحسين - أحمد علي الميس الملقب بـ"أبو علي وعماد".
اما بالنسبة لباقي الموقوفين من غير اللبنانيين فهم كل من:
عبد العزيز سليمان الخطيب سوري الملقب بـ"أبو دجانة" - والسوري محمود خالد مراد (ترك بسند إقامة) - إيهاب يوسف شاهين فلسطيني والملقب بـ"إياد وحميد وأبو القاسم"، أما بالنسبة للمتوارين عن الانظار والمدعى عليهم في هذه القضية، فهو اللبناني فادي خالد الفارس والملقب بـ"فادي ميدان" و"حمزة" و"أبو دجانة".
ووفق ما ورد في قرار القاضية ابو شقرا، فإن المدعى عليهم باستثناء عمر ناصر حسن الحسين أقدموا في الأراضي اللبنانية على الانتماء إلى خلايا إرهابية مبايعة لتنظيم "داعش"، يترأس إحداها الإرهابي المتوفي خالد التلاوي، كما أقدموا على القيام بعمليات سرقة بواسطة أسلحة، وعلى سرقة مسدس أميري عائد للرقيب أول أحمد التلاوي، وعلى بيع المسروقات لشراء أسلحة وتمويل وتنفيذ أعمال أرهابية، وعلى قتل أشخاص بمعرض ذلك، كما أقدموا على إجراء تدريبات عسكرية ورمايات للغاية نفسها...
من حيث الوقائع جاء في نص القرار الظني :
انه بتاريخ ٢١/٨/٢٠٢١ دخلت سيارة نوع هوندا من دون لوحات الى بلدة كفتون، على متنها أربعة أشخاص، أقدموا عند الساعة ٢٢:٣٠ على قتل ثلاثة رجال من أهالي البلدة مستخدمين أسلحة حربية غير مرخصة، هم الشرطي البلدي فادي أديب سركيس، وعلاء نخلة فارس، وجورج وليم سركيس، وهي الجريمة التي باتت تعرف بإسم "جريمة كفتون".
وأنه بنتيجة الاستقصاءات التي أجريت من قبل كل من مديرية المخابرات في الجيش، وشعبة المعلومات تبيّن أن من كان على متن هذه السيارة هم المدعى عليهم أحمد الشامي (ملقب سليمان وأبو عبد الله الشامي وأبو الشام)، واللبناني عمر بريص (ملقب محمود)، والسوريين محمد الحجار (ملقب حسين وأبو عبد الرحمن وأبو البتار الشامي) ويوسف الخلف (ملقب موسى وأبو وضاح وأبو القعقاع)، وأن هذه السيارة تعود إلى اللبناني خالد التلاوي (ملقب أبو بكر وجابر)،
وفي تاريخ ١٣/٩/٢٠٢٠ نفذت مديرية المخابرات عملية مداهمة لمنزل المدعى عليه عبد الرزاق الرز، وبنتيجة هذه المداهمة أقدم الشامي والتلاوي على قتل أربعة من العناصر المداهمين، وهم: الرقيب أول نهاد مصطفى، والعريف لؤي ملحم، والعريف شربل جبيلي، والجندي أنطوني تقلا، وسلبا منهم أسلحتهم الأميرية وستراتهم العسكرية، وفرّا مع الرز، الذي تعرض لإصابة في ظهره نتيجة تبادل إطلاق النار، وأقدما على السطو على سيارة المدعو عبد الواحد رجب حسن، وفرّوا فيها جميعا، إلى أن وصلوا إلى حاجز للجيش في بلدة عشاش، وهناك عرّف الشامي والتلاوي عن نفسيهما أنهما من عديد مديرية المخابرات، وأن معهما جريح بحاجة للعناية الطبية، لكن عنصر الحاجز شكّ بهم، وطلب منهم التوقف جانبًا، فما كان من الشامي الذي كان يقود السيارة إلّا أن انطلق بها مسرعًا، عندها قام أحد عناصر الحاجز بوضع عائق حديدي أمام إطارات السيارة، ما أدى إلى ثقبها، وأن التلاوي والشامي والرز ترجلوا من السيارة وهربوا باتجاه البساتين المجاورة، فتعقبهم عناصر من مديرية المخابرات، إلى أن تمكنوا من توقيف الرز بعد أن تركه الشامي والتلاوي الذي قتل بتاريخ ١٤/٩/٢٠٢٠ عند الساعة ٢:١٥ في محلة رشعين بعد إطلاقه النار عليهم، وتمكنوا لاحقًا من توقيف الشامي في ٢٥/٩/٢٠٢٠ حيث كان مختبئًا في غرفة داخل بستان.
وفي ٢٦/٩/٢٠٢٠ عند الساعة ١٦:٠٠، نفذت القوة الضاربة في شعبة المعلومات مداهمة لمنزل في محلة الفرض في وادي خالد، وتعرضت القوة المداهمة لإطلاق نار كثيف، وردّت بالمثل، واستمر تبادل إطلاق النار وطلبت القوة المداهمة من الموجودين داخل المنزل مرارًا تسليم أنفسهم ووقف إطلاق النار، لكنهم أصرّوا على متابعة الإشتباك مرددّين شعارات جهادية رافضين تسليم أنفسهم حتى الموت. وقُتل على إثر هذه المداهمة كل من السوريين محمد الحجار ويوسف الخلف وخضر الحسن (ملقب عمر وخضر الحولي أو خضر أبو حولي وأبو محمد)، والفلسطيني محمد عزام (ملقب عبد الله)، واللبنانيين أحمد الحسن (ملقب معتصم)، ومالك مرعش (ملقب أبو طلحة الشامي وأنس)، وعبد المجيد الحميدان (ملقب سمير وأبو تراب ومجد وأبو قسورة)، وعبد الكريم فارس (ملقب إبراهيم وزكريا وأبو قصورة)، وحسن حدارة (ملقب حمزة)، وضبطت منه أسلحة وذخائر حربية بكميات كبيرة وأعتدة عسكرية ورايات لداعش، ومبلغ مالي بقيمة أربعة وأربعين مليون وتسعمئة ألف ليرة لبنانية ومبالغ أخرى متفرقة، وأجهزة إلكترونية، ومشروع بيان لعمل أمني يجري تحضيره، وأوراق مدوّن عليها عبارات الوعد بالثأر وبالانتقام لخالد التلاوي وتهديد للقوى الأمنية والعسكرية، وهويات مزورة، وبعد انتهاء الإشتباكات تبين أن ستة قتلى كانوا مزنّرين بأحزمة ناسفة، وبحوزة كلّ منهم سلاح حربي وجعب فيها ذخائر وقنابل، كما عثر على حزامين ناسفين قرب جثة حسن حدارة، وتبين أن حدارة كان سحب مشعل التفجير العائد لحزامه الناسف، لكن هذا الحزام لم ينفجر لعطل في نظام الإطلاق، وقد تمّت الاستعانة بخبير متفجرات لمعالجة الأحزمة الناسفة والقنابل اليدوية وحشوات القذائف، وتبين أن الأحزمة الناسفة مصنّعة بطريقة حرفية حيث استخدم مصنّعو هذه الأحزمة العزق والمسامير وقاموا بتوزيعها على كامل الجهة الأمامية للحزام بطريقة هندسية منظمة بشكل دقيق، ووضعوا من الجهة الخلفية للحزام فتيلا صاعقا يغطي كامل الحزام، موصولا بمشعل الرمانة اليدوية لتأمين انفجار كامل للمادة المتفجرة، وفي وسط الحزام، أي بين المعادن المتشظية وبين الفتيل الصاعق، وضعت المتفجرات، وتبين أن أحد الأحزمة كان مصنوعًا من الرمانات اليدوية الدفاعية ذات مفعول التشظي، وأن الرمانات كانت من دون مشاعل وقد استعاض مصنّعو هذا الحزام بالفتيل الصاعق الموصول من الرمانة اليدوية إلى الأخرى إلى المشعل المستخدم لتفجير الحزام، ما يؤمن تفجير جميع الرمانات دفعة واحدة، وبالتالي تفجير الحزام الناسف، وتبين أن جميع الأسلحة المضبوطة ليست من أسلحة قوى الأمن الداخلي، وقد تمّ جمع بعض المظاريف الفارغة المستعملة من قبل الإرهابيين، بلغت حوالي ألفي طلقة كلاشينكوف علمًا أن القوة المداهمة لا تستعمل هذا النوع من السلاح.
وفي اليوم التالي وفق ما ورد في القرار أنّه عند الساعة ٢٤:٠٠، أقدم شخص يرتدي جعبة وحزامًا ناسفًا على إطلاق النار من بندقية كلاشينكوف على مدخل ثكنة الجيش في عرمان التابعة للكتيبة ٢٣ من لواء المشاة الثاني، ما أدى إلى استشهاد عسكريين هما المجند الممددة خدماته أحمد خضر والجندي محمد النشار، ثم دخل إلى الثكنة عبر فتحة موجودة قرب البوابة الأساسية، وهناك اشتبك مع أحد العناصر الذي تمكّن من قتله قبل أن يفجّر نفسه، ولدى حضور خبير المتفجرات وكشفه على القتيل، تبين أن بحوزته عشر قنابل يدوية، وقد تعذر على الخبير نزع الحزام الناسف عن الجثة، ما اضطره إلى تفجيره في مكانه، كما وجد بحوزة القتيل بطاقة فلسطينية مزورة وتبين أن هذا الشخص هو اللبناني عمر بريص، وتبين أن حزامه الناسف مصنوع من الرمانات اليدوية الدفاعية ذات مفعول التشظي، وهو مشابه لأحد الأحزمة الناسفة التي ضبطت في منزل الفرض من قبل شعبة المعلومات.
وأنه بنتيجة التحقيقات الأولية والاستنطاقية التي أجريت تبين أن محمد الحجار أنشأ مجموعات تابعة لداعش، كل واحدة مستقلة عن الأخرى، وانضم لها كل من المدعى عليهم إيهاب شاهين، وأحمد الشامي وعبد الله البريدي، وأحمد إسماعيل، وأحمد الميس، وفادي الفارس، والقتلى أحمد الحسن، وعبد المجيد حميدان، وعبد الكريم الفارس، ومالك مرعش، وخضر الحسن، ويوسف الخلف، ومحمد عزام، وحسن حدارة، وعمر بريص،
وأن محمد الحجار اتخذ من شقة تقع في الطابق الأرضي من بناء سكني في محلة دنكة، مقرًّا أول لمجموعاته، ثم انتقل إلى شقة تقع في الطابق الأول من البناء عينه، ليتخذ في مرحلة تالية مقرًّا له ولمجموعاته في منزل منفرد في محلة البيرة، وانتقل بعد وقوع جريمة كفتون إلى منزل في محلة الفرض، وهو المنزل الذي تمت مداهمته من قبل شعبة المعلومات، وقتلت كل من كانوا فيه وعددهم تسعة، وكان في هذه المنازل بنادق ومسدسات حربية وذخائر لها، وقاذف "آر بي جي"، ومادة C4، وأحزمة ناسفة، والمواد الأولية التي تستخدم في تصنيع هذه الأحزمة، وأجهزة لاسلكية وإلكترونية،
وأن المدعى عليهم عبد الله البريدي وإيهاب شاهين وأحمد الشامي بايعوا تنظيم داعش كمجموعة مستقلة ومعهم محمد الحجار ومالك مرعش ويوسف الخلف، والتقطوا تصويرًا لأنفسهم وهم يفعلون ذلك في شقة دنكة الكائنة في الطابق الأول من البناء السكني.
وأن المدعى عليهما أحمد إسماعيل وفادي الفارس بايعا تنظيم داعش ومعهما عبد المجيد حميدان وعبد الكريم فارس ومحمد الحجار وخضر الحسن، كمجموعة مستقلة، والتقطوا تصويرًا لأنفسهم وهم يفعلون ذلك في منزل عبد المجيد حميدان في حنيدر.