خاص موقع LebanonOn
في 8 آذار من العام 2017 عين اللواء عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي. بعد حوالى عام من اليوم أي بعد إنتهاء عهد الرئيس ميشال عون من المفترض أن يترك عثمان المديرية أولاً لأن مع بداية كل عهد رئاسي جديد نشهد نفضة في القادة العسكريين والأمنيين، وثانياً لأنه إقترب من بلوغ سن التقاعد (عمره 56 عاماً واللواء يتقاعد مع إتمامه سنّ الـ58). لذلك وعلى قاعدة يا رايح كتّر القبايح أجرى عثمان تشكيلات شملت 92 ضابطاً مستفيداً مما يسمى بـ"أمر الفصل" في قانون تنظيم قوى الأمن رقم 17 الذي يعطي المدير العام في الحالات الإستثنائية حق نقل الضباط من مواقعهم الى مواقع أخرى من دون العودة الى مجلس قيادة قوى الأمن ومن دون إستشارة قادة الوحدات.
وفي جولة سريعة على هذه التشكيلات يتبين فيها أن المدير العام المحسوب على تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري، تعمّد نقل ضباط محسوبين على التيار الأزرق الى مواقع حساسة أمنياً وإنتخابياً وفي حال حصلت الإنتخابات النيابية في موعدها، يقدم هؤلاء الدعم الذي تطلبه منهم قيادة التيار التي عينتهم، أكان يوم الإقتراع أو قبله.
أبرز ما شهدته هذه التشكيلات هو نقل مسؤول أمن الرئيس سعد الحريري المقدم محمد تمام البرجاوي الى فرع المعلومات، وهنا تشرح مصادر متابعة للملف أن الهدف من هذا النقل تحضير البرجاوي لتولي قيادة فرع المعلومات بعد العميد خالد حمود خصوصاً أن الشخص الذي كان من المفترض أن يخلف حمود في قيادة الفرع وهو العميد خالد عليوان قد تم إستبعاده بسبب خلافه القائم مع العميد حمود.
العميد بلال الحجار إبن بلدة شحيم في إقليم الخروب والمحسوب على النائب بهية الحريري، عين قائداً لمنطقة الجنوب في قوى الأمن والهدف من ذلك دعم "الستّ بهية" في الإنتخابات النيابية.
العقيد علي طه المحسوب على رئيس فرع المعلومات العميد حمود، عُيّن رئيساً للمباحث الجنائية الخاصة التي تشرف على ثلاثة مكاتب مهمة جداً: مكتب مكافحة الجرائم المالية، مكتب السرقات الدولية ومكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية.
العقيد عزت الخطيب الذي كان محسوباً في السابق على اللواء أشرف ريفي وعمل كمدير لمكتبه، بمجرد أن عاد اليوم الى كنف تيار المستقبل، تم تعيينه قائداً لسرية مطار بيروت الدولي. أما العقيد بشار الخطيب غير البعيد عن جو التيار الأزرق فعُيّن في رئاسة مكتب مكافحة المخدرات المركزي.
العقيد نديم عبد المسيح المقرب من الوزير السابق فريد مكاري، وبعدما كان مستبعداً لفترة عن منطقة الشمال، أعيد من بيروت كي يتولى إمرة مفرزة حلبا القضائية.
في المقابل، نقل عثمان جميع الضباط الذين لا يزالون يوالون اللواء أشرف ريفي منذ أن كان مديراً عاماً لقوى الأمن الى مواقع عادية وغير حساسة وتشبه الوضع بالتصرف ومن بين هؤلاء العقيد فواز محفوض والعقيد خالد الأيوبي والعقيد مصطفى الأيوبي والعقيد ربيع شحاده والعقيد فادي بيطار.
هي ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها عثمان منذ أربع سنوات الى إستعمال أمر الفصل لإجراء تشكيلات سياسية في قوى الامن الداخلي. لماذا ؟ الجواب ببساطة، لأن قرار أمر النقل الخاص بالتشكيلات الذي ينص عليه قانون قوى الأمن لا يمكن للمدير العام إتخاذه منفرداً ومن دون العودة الى مجلس القيادة وقادة الوحدات، وتسألون بعد عن دولة القانون والمؤسسات؟
خاص موقع LebanonOn