"عرض المضبوطات" كان خط الدفاع الاول لوكلاء الدفاع عن الشيخ احمد الاسير في معظم الملفات المحال فيها الى المحكمة العسكرية وأبرزها الملف الاساس "معركة عبرا" الا ان جلسة البارحة التي كانت مخصصة لمحاكمته مع آخرين في ما عرف بملف "الخلايا النائمة" التي وفق الادعاء هدفها التخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال واعمال ارهابية ضد الجيش ومؤسسات الدولة وشخصيات سياسية ودينية.
المفاجأة كانت "المضبوطات" الذي كان وكلاء الدفاع عن الشيخ الاسير المحاميان عبد البديع عاكوم ومحمد صبلوح يصران على عرضها، ومن بينها "قرص مدمج" يتضمن تسجيلا صوتياَ لوكيلهما، استند اليه في هذا الملف لتوجيه تهمة التحريض للشيخ الاسير لعدد من الشبان الملاحقين الى جانبه في هذا الملف على تنفيذ عمليات الاغتيال والاعمال الارهابية، حيث تبيّن انه غير موجود عندما طالب وكلاء الاسير عرضه لسماع التسجيل رغم الاشارة اليه في التحقيقات الاولية.
وبالعودة الى تفاصيل الجلسة التي مثل فيها الاسير امام قوس المحكمة والى جانبه 9 من المدعى عليهم، في حين يحاكم 2 في الصورة الغيابية، كانت الجلسة مخصصة للاستماع الى الشاهد علاء سعد الدين المغربي والمرافعة وقد انكر الاخير حصول اي لقاء بينه وبين الشيخ منذ احداث عبرا .
وقد ترافع المحامي عبد البديع عاكوم حيث لفت الى ان موكله اتهم بالتحريض رغم ملاحظاتهم على التحقيقات الاولية وطريقة انتزاعها، وصولا الى ما بنيت عليه هذه التحقيقات من افادة المغربي الى التسجيل الصوتي الذي سئل عنه الشيخ وهو شأن كل التسجيلات التي كان يقوم بها، وكذلك الامر بالنسبة "للحافظة" التي ضبطت عند احد الشبان والتي لا يعرف موكله اي شيء عنها. واشار الى ان موكله عندما سمع بما يحضر له المدعو سليمان شاهين لناحية انشاء "خلايا نائمة"، بادر بواسطة معتصم قدورة طالبا منه لقاء سليمان وابلاغه عدم تأييده لهذه الخطوة، قائلا إنها تشكل ضرراَ، وإن ما حصل في عبرا شكل "مقتلا له"َ، وهذا الامر يسيء الى صيدا واهلها ولا يمكن ظلمهم مرتين.
ونقل المحامي عن موكله ايصا، قوله انه إن اصر شاهين على القيام بهذا الامر سيوزع تسجيلا صوتيا يعلن فيه رفضه لما يقوم به سليمان، وانه ضده.
واردف المحامي: "لذا طالبنا بعرض المضبوطات لاظهار الحقيقة من خلال التسجيل الصوتي للتأكد من انه فعلاَ قام بهذا العمل، الا اننا لم نلق تجاوبا لناحية خبراء الصوت، واصرت المحكمة على ان قيادة لمخابرات هي الاصدق رغم اننا طالبنا الاستعانة بخبراء اجانب. ولذا نطلب عرضها الان في القاعة". فكانت اجابة العميد ان المحامي محمد صبلوج لم يطلب عرض "القرص" في الجلسة السابقة التي كانت مخصصة ايضاَ لمحاكمته بملف "بحنين" وتوجه بالسؤال الى الشيخ الاسير ان طلب موكله هذا الامر فكانت اجابته انه طلب "بالعموم" الا ان وكيله السابق انطوان نعمة كان قد تقدم بطلب سماع التسجيل من خلال خبراء للتحقق ان كان مركباَ او لا فرد العميد بالقول "الحكم في القضية لا يرتكز على القرص المدمج" الا ان الشيخ الاسير اصر على ان صلب القضية يتعلق بالقرص الذي قيل ان سليمان شاهين احضره واسمعه لكل خلية على انه تسجيل لي .
وعلى اثرها طلب العميد شحادة تزويد المحامي عاكوم بتقرير المخابرات الا ان النائب العام المفوض لدى المحكمة القاضي كلود غانم طلب من وكيل الاسير تقديم طلب للحصول على التقرير و"القرص المدمج" مرفقاَ بالتفريغ وهذا الامر دفع بمعظم وكلاء الدفاع عن الموقوفين في القضية الى التأكيد انه غير مفرغ ولذا طلب من المحكمة السماح للمحامين بالاطلاع على ال"قرص" وعندها يقدمون مرافعتهم الا ان تدخل الشيخ الاسير ليؤكد عدم وجود "القرص" بناء على كلام العميد حسين عبد الله الرئيس السابق للمحكمة رغم ان تقرير المخابرات الذي يوثق وجوده .
وهنا عاد واكمل المحامي عاكوم مرافعته مؤكدا ان لا تسجيل صوتيا يوثق قيام الشيخ الاسير بالتحريض وهو ما اكده بنفسه لافتاَ الى ان الشباب المتهمين في هذا الملف لم يضبط معهم اي سلاح انما تم ضبطت في مخابىء جماعية وكانت مجرد فكرة ولم يباشر بها.
واضاف ان جرم التحريض يفترض زرع فكرة برأس هؤلاء الشباب ولم تثبت التحقيقات الاولية هذه المزاعم لذا طلب كف التعقبات بحق موكله لعدم توافر عناصرها وهنا تدخل العميد متوجها للشيخ الاسير قائلاَ "شفت الفرق" فاجابه الشيخ المهم "الفرق عندك".
وقد اصدرت المحكمة حمكها في ساعة متأخرة من ليلة امس والذي قضى بالبراءة للشك وعدم كفاية الدليل.