كان من المتوقع ان تصدر المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد منير شحادة حكمها بحق الشيخ بسام الطراس مفتي راشيا السابق الذي مضى على قضية حوالي 5 سنوات ولم يصدر الحكم فيها.
قضية الشيخ الطراس خضعت للعديد من التجاذبات داخل غرف المحاكم اللبنانية كما كان لها مفاعيلها على صعيد الساحة الداخلية وهو اخلي سبيله في تشرين الاول 2016 ومن ثم اصدر قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا قرارا بمنع محاكمته بعد مرور عام على اطلاق سراحه.
الا ان القضية وفق ما علم موقع LebanonOn بقيت تتأرجح على مدى السنوات الخمس الى ان مثل الشيخ الطراس بقي طليقاَ امام المحكمة حيث استجوب للمرة الاولى، وكانت وكيلته المحامية زينة المصري على استعداد للمرافعة وصدور الحكم لختم هذا الملف الذي استنزف موكلها المرتبط بالتعليم الجامعي وشؤون تربوية متعددة، الا ان النائب العام المفوض لدى المحكمة العسكرية القاضية مايا كنعان طلبت التأجيل لسماع افادة 3 شهود رغم اصرار المحامية المصري ان الافادات مودعة في الملف وان الشهود احدهم قتل في حين ان الاخر خارج الاراضي اللبنانية وقد ارجئت الجلسة الى 29-10-2021.
أما بالنسبة لوقائع الاستجواب فقد بدأت بطلب العميد من الشيخ الطراس التعريف عن طبيعة عمله فسرد الاخير العلوم التي تلقاها حيث اكد انه خريج كلية الشريعة في بيروت وعمل كاستاذ جامعي على مدى 30 عاما ويحمل اجازة في علم النفس والفقه وكلف بافتاء البقاع وراشيا والخطابة في المساجد كما اشرف على مناقشة الدكتوراه للعديد من الطلاب .
وبسؤاله عن الرحلات التي قام بها خارج لبنان اكد الشيخ الطراس انه زار السعودية -قطر- البحرين – سلطنة عمان وغيرها من الدول للمشاركة في مناقشة رسالات ماجيستير كما سافر الى اميركا الشمالية وفنزويلا وكولومبيا لتدريب اساتذة لغة.
وبالانتقال الى الاسئلة التي تتعلق بعلاقته بعدد من الاشخاص الذين يدينون بالولاء لتنظيم "داعش" الارهابي بينهم علي غانم وبلال خير الدين نفى معرفته بالاول في حين ان الثاني تتلمذ عنده في السنة الثالثة والرابعة.
اما بالنسبة لمحمود ربيع المعروف بـ"ابو علاء" فقد اكد الطراس انه تاجر سوري يعمل في طباعة الكتب للمدارس وهو اشرف على علاج اولاده الذين يعانون من صعوبات تعليمية منذ ما يقارب الـ12 سنة في حين ان محمد الاحمد"ابو البراء" كان يقصد المركز الذي يساعد فيه الاولاد الذين يعانون من التوحد لمعالجة ابنه.
وبسؤال العميد شحادة عن سبب المصادفة بين سفره الى اسطنبول الذي تزامن في التوقيت نفسه لناحية الذهاب والاياب مع غانم لفت الطراس الى انه كان يقصد تركيا لمناقشة الدكتوراه والقاء المحاضرات ولا داعي للقاء غانم في اسطنبول ان كان يعرفه.
اما بالنسبة لتطبيق "التلغرام" الذي حذفه عن هاتفه فقد نفى الشيخ معرفته بالتطبيق الذي يمكن قد انزله احد ابنائه على هاتفه وهو قام بحذف كل التطبيقات التي لا يعرفها عن هاتفه.
اما بالنسبة "لبرنامج التشفير" او "الفلاش ميموري" لفت الطراس الى انه يملك العديد منها وهي لزوم عمله يتلقاها من تلاميذه او من اهاليهم. ووجدت على جهازه ولا يحسن استعمالها وقد تم فتحها من قبل شعبة المعلومات وانا لم اكن اعلم كيفية فتحها واوقفت لمدة 4 ايام لعدم علمي برمزها لافتاَ الى انه لو كان يعلم ما بداخلها لما احضرها معه الى المحكمة.
وبرر الطراس تواصله مع محمود الربيع بطريقة آمنة لاسباب تتعلق بسرية المعلومات الخاصة باسرة الاولاد الذين لديهم صعوبات تعليمية او غيرها مشددا على ان علاقته بمحمود الربيع لا تتعدى كونه يتابع اولاده مرتين في الاسبوع ولم يعلم انه منتمي الى تنظيم ارهابي.
لم ينكر الطراس كثافة عدد الاتصالات بينه وبين الربيع لانها تدخل ضمن اطار متابعة اولاد الاخير التي امتدت لفترة طويلة.
وبسؤاله عن معلوماته عن السيارة المفخخة في الناعمة انكر الطراس معرفته بها لافتاَ الى ان وجوده في المنطقة يقتصر على تحفيظ القرآن في المركز التابع له في عرمون.
اما بالنسبة للرسالة التي وصلته من المدعو "ابو الوليد الحجة" والمعروف انه المسؤول عن العمليات الأمنية والتفجيرات في "داعش" والتي ورد فيها ما حرفيته "انت صرت معنا وممنوع تتراسل مع حدا غيرنا" اعتبر الشيخ انه يتلقى العديد من الرسائل ومن ارقام اجنبية.
وبسؤال العميد شحادة عن افادة علي غانم الذي اكد فيها ان خالد الصباحي عرض عليه استهدافه لفت الطراس الى انه صدم بهذا الامر عندما احضر غانم في فرع المعلومات معصوب العينين وسئل عن هذا الكلام لم ينكره.
واضاف الطراس ان مشكلة الصباحي معه ربما تعود الى تعيينه من قبل مفتي الجمهورية السابق محمد رشيد قباني واعتبروا ان تعاليمي تخالف شريعتهم وانني قد اكون اقرب الى الايرانيين.
وبالانتقال الى الناحية التقنية التي تتعلق بهاتف الشيخ الطراس سأل العميد الاخير عن سبب ورود اسم محمد سعيد البحري ضمن قائمة الارقام الخاصة به وهو المتهم الاساسي بسيارة الناعمة، اجاب الشيخ ان البحري كان يعمل سائقاَ لدى المؤسسة اضافة الى متهم آخر يدعى خالد الصباحي فكان رد الشيخ انه يتلقى اتصالات كثيرة ولا يمكنه معرفة الارهابيين منهم.
وفي ختام الاستجواب طلبت النائب العام المفوض لدى المحكمة القاضي مايا كنعان الاستماع الى كل من علي غانم - بلال خير الدين- وخالد الصباحي الذين حوكموا غيابيا في ملف تفجير كسارة وفق المحامية المصري.
اما الشيخ الطراس فقد طلب من المحكمة اصدار الحكم لان التحقيقات على مدى 5 سنوات اوقفت اعماله الاكاديمية والتربوية فكان رد العميد ان الملف له وزنه وكون الشيخ يستجوب للمرة الاولى لم يرد طلب النيابة العامة وبانتظار سماع الشهود الثلاث الذين قد يتعذر العثور عليهم يبقى امام الشيخ الطراس انتظار مرافعة وكيلته ليصدر الحكم في 29-10-2021.