مارون يمّين
يشهد لبنان في الفترة الراهنة حركة دولية لافتة في محاولة لمعالجة الازمة الحكومية التي ترخي بظلالها على كاهل اللبناني الذي تعب طيلة السنوات الثلاث الاخيرة من تراكم الأزمات المعيشية والاقتصادية والصحية، التي باتت تحيط به وتشكّل تهديدا جديا له. وإذ أعلن وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، تنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان في 4 آب المقبل تزامنا مع الذكرى السنوية الاولى لإنفجار مرفأ بيروت، فهو اكد الحاجة الملحّة للخروج من "حالة العرقلة المنظمة وغير المقبولة في لبنان".
وتأتي هذه الخطوة بعد الزيارة التي قامت بها كل من السفيرة الفرنسية آن غريو، والسفيرة الأميركية دوروثي شيا الى المملكة العربية السعودية مؤخرا للبحث في الوضع الانساني والسياسي في لبنان، حيث تمّ التأكيد بعد اللقاء على الحاجة الماسة إلى حكومة لبنانية تتمتع بصلاحيات كاملة تكون ملتزمة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات، وانّ فرنسا والولايات المتحدة الاميركية وشركائهما سيقومون بمواصلة تقديم المساعدة الطارئة إلى الشعب اللبناني بما في ذلك الدعم الصحي والتعليمي والغذائي.
ولا بدّ من الإشارة الى أنّ هذه المبادرة تأتي عقب الاجتماعات الثلاثية لكل من وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ووزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود التي عقدت في 29 حزيران الماضي، على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين في إيطاليا.
لكن لا يبدو انّ هذه الحركة مرحب بها من قبل العديد من الأطراف الداخلية اللبنانية، ولا يخفى على أحد معارضة الثنائي الشيعي لا سيّما حزب الله للحركة التي قامت بها السفيرتان في السعودية. من هنا جاءت تغريدة لافتة للصحافي المهتمّ بالشؤون الأوروبية والفرنسية تمّام نور الدين الذي أشار فيها الى تخوف أوروبي من خطف مواطنين اوروبيين في لبنان كرسائل تهديد مبطنة.
يؤكّد نور الدين في حديث لموقع LebanonOn أنّ "هناك معلومات أمنية، ومخاوف كبيرة وجدّية لدى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأميركية عن نوايا و تحضيرات لعمليات خطف مواطنين اوروبيين وأميركيين في لبنان، ظاهرها "مقابل فدية مالية"، و لكنها رسائل تهديد مبطّنة".
وهنا يلفت نور الدين الى انّ "الرعايا مستويات؛ منهم الدبلوماسيون، ورعايا آخرين يعملون لأهداف استخباراتية، الى جانب الرعايا الاوروبيين والأميركيين القائمين دائما في لبنان بالإضافة الى السياح". ويتابع: "ليس كل الرعايا لديهم نفس مستوى الخطر، وبالتالي الخاطفون يعتقدون انّهم قادرين على توجيه رسائل سياسية عبر العمليات التي يهدّدون بها".
ويؤكّد نور الدين الى انّ "الرعايا الاوروبيين والاميركيين هم الأكثر عرضة لهذه الاستهدافات، واذا أردنا ان نحدّد من الجهة الاوروبية يمكن ان نقول انّ الرعايا الألمان والفرنسيين هم المستهدفون"، مشدّدا على أنّ "العمليات إن حصلت بحسب المعطيات المتوفرة، لن تطال لبنانيين يحملون جنسيات اوروبية او اميركية، بل ستطال مواطنين أجانب في الأصل".
وعن الجهة المستهدِفة والمستفيدة، يقول نور الدين: "المستهدِف هو من يشعر نفسه مستهدَفا، وهنا لا أقصد التيار الوطني الحر بل من يقف خلفه. فمن يشعر بالإستهداف اليوم في لبنان، هو من يشعر في الوقت نفسه ان مشروع بناء الدولة الذي يقوده الاتحاد الاوروبي وفرنسا تحديدا، بدأ يهدّد مشروعه في لبنان، وبالتالي يمكن لهذا الطرف ان يقاوم عن طريق هذه التهديدات في حال شعر انّه "حشر في الزاوية".
ويختم نور الدين حديثه لموقعنا قائلا: "لا خطّة لتجنّب أي عملية خطف، فالاتحاد الاوروبي واميركا لا يمكنهما ان يمنعا رعاياهما من التوجّه الى لبنان، ولا يمكنهما ان يغيبا عن الساحة اللبنانية من خلال حركتهما الدبلوماسية، وبحسب ما علمت فقد جرى تنبيه الرعايا من عمليات الاستدراج وعدم الوقوع في هذا الفخ".