يدور قرار الرئيس المكلف سعد الحريري في دائرة مفرغة فلا التأليف متاحاَ ولا الاعتذار ايضاَ وان كان في قرارة نفسه هو اقرب الى الخيار الثاني.
فرغم طرح العديد من الاسماء منها الرئيس تمام سلام ونجيب ميقاتي مع تحديد نوعية مهام الحكومة التي ستولد برئاستهما الا ان هذا الامر يخرج عن منطق التضامن ضمن نادي رؤساء الحكومات السابقين الذين عبروا في اكثر من مناسبة عن تضامنهم.
ولهذه الاسباب يشترط الفريق الاخرعلى سعد الحريري اختيار خلفه في حال قرر العزوف عن التأليف رغم ان هناك تمنيات عربية بعدم الاعتذار ان كان من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي او من بعض الدول الخليجية ولو بشكل غير مباشر وحتى من السلطات الروسية التي لم تنف رسميا الاتصال الداعم لاستمرار الحريري بمهامه.
على مدى يومين انتشر خبر زيارة الرئيس المكلف الى قصر بعبدا مع تشكيلة من 24 وزيراَ رغم انه لم يصدر بياناَ رسميا يؤكد هذه الزيارة...
اليوم تأجلت زيارة الرئيس المكلف الى قصر بعبدا مع اعلان سفر الاخير الى مصر صباح الغد للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي قد يحسم قرار الحريري بين خيار الاعتذار او الاستمرار بالتكليف الا ان بعض المصادر تعتبر ان الخيارين "احلاهما مر" بالنسبة للحريري ولا خيارات متاحة في ظل تصاعد انهيار الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي قد ينفجر شعبياَ بوجه الجميع. استنادا الى هذه التطورات ماذ يقول عضو "تكتل المستقبل" النائب هادي حبيش حول امكانية اعتذار الحريري لصالح اسم آخر يدعمه!؟
الرئيس الحريري يقوم بجولاته التي بدأها سابقاَ وهو يحاول وضع حلفاء البلد بالاجواء التي تحصل في مسألة تشكيل الحكومة لاسيما وان هناك اجواء تخلق وكأن الرئيس الحريري هو من يساهم في مسألة التعطيل وبالطبع هذا الامر ليس بدقيق لان التنازلات التي قدمها من بداية التكليف والمسار الذي بدأ وصولاَ الى اليوم لناحية التسهيلات التي قدمها للداخل والخارج وفي المقابل بقي فريق رئيس الجمهورية مصراَ على كل المطالب التي طرحها منذ اليوم الاول ولم يحيد عنها.
واضاف حبيش قدم الحريري كل ما باستطاعته لتسهيل الامور لوضع حد لمعاناة الناس والواقع المزري الذي نعيشه وهو لا يسمح بترف التصلب وعلى الجميع مسؤولية التضحية.
وتابع حبيش ان الرئيس الحريري قدم الكثير من التضحيات لكنه وصل الى نقطة فرضت عليه اما ان يعطيهم الثلث المعطل المطروع بمعنى آخر السيطرة على كل القرارات الحكومية او لا يمكنه تشكيل الحكومة وهذا الامر رفضه منذ البداية وتنازل لناحية عدد الوزراء الذي كان 14 ثم طالبوا ب18 الى ان وصلوا الى ال24 واوجد الحل لحقيبةي الطاقة والداخلية وبهذه الخطوات حاول ايجاد الحلول دون المس بالثوابت لكن في النهاية لا يمكنه السماح بتخطي الخطوط الحمراء بمعنى على تجربة الحكومة التي "تطير" عندما يريد جبران باسيل كما حصل يوم زيارة الحريري للولايات المتحدة ولقائه الرئيس باراك اوباما .
واضاف حبيش تبين من خلال كل هذه الجولات والمفاوضات ان كل ما حصلوا عليه لم يكتفوا به بل يردون المزيد وفي النهاية ابلغهم رفضه لهذا المسار عندها تدخل الرئيس نبيه بري وغيره من السياسيين طالبين مشاركته بالتسمية وهنا يطرح السؤال من هي الشخصية التي ستطرح علينا الانتظار كيف ستحصل ومن هو الاسم الذي سيكون البديل وعلى اساسها يتم الحكم.
وبسؤاله حبيش ان كان هذا الامر يؤكد ان الحريري بصدد الاعتذار جدياَ اجاب على الاقل اذا لم يقوم بالتسمية لا بد من انتظار الاسماء التي ستطرح وقد لا يمانع بالتسمية ومن الممكن ان كانت الاسماء المختارة بعيدة كل البعد عن الحريري قد لا يوافق .
السؤال الاهم في هذا المجال اذا اعتذر ماذا ستكون نتيجة التسمية ان كانت الشخصية حائزة على دعم الحريري او هو من سماها فهل سنعود الى لغة التعطيل.