يدور قرار الرئيس المكلف سعد الحريري في دائرة مفرغة فلا التأليف متاح ولا الاعتذار ايضاَ وان كان في قرارة نفسه هو اقرب الى الخيار الثاني وبذلك يرمي كرة النار في حضن الفريق الآخر الذي لا يملك الخيارات لناحية الاسماء التي ممكن ان تتلقف هذه الكرة من الحريري.
فرغم طرح العديد من الاسماء منها الرئيس تمام سلام ونجيب ميقاتي مع تحديد نوعية مهام الحكومة التي ستولد برئاستهما الا ان هذا الامر يخرج عن منطق التضامن ضمن نادي رؤساء الحكومات السابقة الذين عبروا في اكثر من مناسبة عن تضامنهم والذي لا يمكن زعزعته لعدة اسباب خارجة عن مصالحهم الخاصة انما تتعلق بموضوع ردات فعل الشارع السني الذي بدأ الحريري يلملم شتاته بعد معركة صلاحيات الرئاسة الثالثة مع فريق رئيس الجمهورية اللبنانية الامر الذي انعكس تشدّدا في الشارع السني وهذا الامر سيكون من المسلمات التي ستقع على عاتق اي اسم سيطرح لرئاسة الحكومة في حال اعتذار الحريري ولا يمكنه التفريط به .
ولهذه الاسباب يشترط الفريق الاخرعلى سعد الحريري اختيار خلفه في حال قرر العزوف عن التأليف رغم ان هناك تمنيات عربية بعدم الاعتذار ان كان من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي او من بعض الدول الخليجية ولو بشكل غير مباشر وحتى من السلطات الروسية التي لم تنف رسميا الاتصال الداعم لاستمرار الحريري بمهامه.
على مدى يومين انتشر خبر زيارة الرئيس المكلف الى قصر بعبدا مع تشكيلة من 24 وزيراَ رغم انه لم يصدر بيان رسمي يؤكد هذه الزيارة والتي استبعد العديد من المحللين حصولها لاسيما بعد "القصف" الكلامي المتبادل بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" والاتهامات التي وصلت الى حدود الشتائم.
ولليوم الثاني تأجلت زيارة الرئيس المكلف الى قصر بعبدا مع اعلان سفر الاخير الى مصر صباح الغد للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي قد يحسم قرار الحريري بين خيار الاعتذار او الاستمرار بالتكليف الا ان بعض المصادر تعتبر ان الخيارين "احلاهما مر" بالنسبة للحريري ولا خيارات متاحة في ظل تصاعد انهيار الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي قد ينفجر شعبياَ بوجه الجميع.