اطلالات اعلامية تبشر بصيف واعد ودعوات للمغتربين لزيارة وطنهم الام علّهم يساهمون في انعاش الاقتصاد المنهار، رغم ان مساهمة هؤلاء لن تنقذ سوى بعض القطاعات بنسبة ضئيلة. ولكن يبدو ان اصحاب هذه الدعوات فاتهم ان المشتقات النفطيات مفقودة، وان توفرت، ستكون كلفتها مرتفعة. وهنا يطرح السؤال: ان تعرض احدهم الى وعكة صحية هل باستطاعة الدولارات التي بحوزته ان تدخله الى المستشفيات اللبنانية التي لا تملك المستلزمات الطبية؟ والاوية لمعالجة ابسط الحالات في حين ان فقدان المواد الغذائية وارتفاع اسعارها الجنوني سيجعل رحلة هؤلاء قصيرة .
ومن جهة اخرى، ان اراد التجول في المناطق الساحلية او الجبلية، فتتصدر النفايات المشهد بعدما ملأت معظم الشوارع في مختلف المناطق اللبنانية. فكيف اذا كان مياه صرف صحي او مخلفات معمل تتشارك الانهار والسواقي بمياهها الاثنة ولا من رقيب ولا حسيب لاسيما في المناطق التي تعتبر من ابرز المصايف؟ وعلى سبيل المثال منطقة عشقوت، التي تتصدر المعاناة في هذه المشهدية رغم محاولات ابناء المنطقة للوصول الى حل من خلال السير في الطرق القانونية وتقديم الشكوى الى السلطات المولجة على مدى 3 سنوات. الا ان قدرات الملوث اقوى وهو مازال يمعن في تلويث مجرى النهر.
هذه القضية تفاعلت في المنطقة بعدما امعن صاحب ابرز معامل الحلويات بفتح اقنيته على مجرى النهر، الذي بات ينقل كل محتويات المياه الملوثة ومنها الصرف الصحين ليعبر بها الى ضفاف البساتين معطراَ محيطها بالروائح الكريمة والتي تجلب كل انواع الحشرات الطائرة والزاحفة، مستنداَ الى قوة خفية تدعمه.
رغم المحاولات والمساعي لايجاد حل لهذه المعضلة، الا ان لم تجد طريقها الى الحل في البداية تقدم الاهالي بشكوى الى وزارات البيئة والصحة، الصناعة والطاقة والسياحة، فضلا عن الادارات المحلية من بلدية وصولا الى المحافظ، ولم يتمكنوا من تحصيل حقوقهم من خلال المسار القانوني. فمبنى الاطلال وفيها معمل حلويات رزق ويتقاذفون المسؤوليات ورغم انه تم تحديد المسؤوليات الا ان "ايده طايلة" وفق التعبير الذي يستعمل عندما لا يتمكن المواطن من مواجهة التعديات وفق الاطر القانونية .
وللاسف بقيت الشكاوى حبراَ على ورق وحتى تلك المقدمة من البلدية والتي وقعت من حوالي 50 مسكن .
وفي اتصال مع رئيس بلدية عشقوت الكسندر رزق اكد لموقع LebanonOn،انهم استنفذوا الوسائل القانونية المتاحة لناحية توجيه شكاوى لكافة الوزارات المعنية ولم يتلقوا اي جواب منذ ثلاث سنوات، لافتاَ الى اهمية هذا المجرى الذي يرتبط بنهر عشقوت والاثار الجانبية على المنطقة وعلى المجرى. ورغم المحاولات المتكررة لايقاف العمل في معمل الحلويات ومبنى الاطلال المخالف، الا ان الامور استمرت على ما هي عليه لناحية افراغ مياه الصرف الصحي ونفايات المعمل المذكور.
ولعل المفارقة الايجابية، ان رئيس البلدية رزق ابلغنا استجابة وزارة الصناعة للشكوى من خلال مدير عام الوزارة الذي وعد باقفال المهمل والمبنى ريثما تتم معالجة هذه المشكلة المرتبطة باصحاب البناء.