ليست المرة الاولى التي يتم فيها تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات من "حزب الله" و "الحرس الثوري الايراني" حتى في مناطق سيطرتها واخرها عارف الجهماني الرجل الاول في "حزب الله" واللافت في العملية انها حصلت بالرصاص الحي وبشكل مباشر وليس بواسطة سيارة مفخخة او عبوات ناسفة.
مصدر متابع لخريطة القوى العسكرية والتبدلات التي تحصل على الارض لاسيما درعا يروي لموقع lebanonOn، عن التغييرات التي حصلت في المنطقة والتي بدأت مع خروج المعارضة السورية عام 2018 تحت القصف الروسي المركز وعلى اثرها وقع اتفاق بين الروس واللواء الثامن - الفيلق الخامس الامر الذي ادى الى انهيارات متتالية في صفوف الفصائل بعدما اصبحوا محاصرين جنوباَ من جهة الاردن مع اقفال الحدود ومن الجهة الشمالية والشرقية والغربية من قبل النظام.
لكن فيما بعد يتابع المصدر انقسمت الفصائل بعضها خرج والاخر بقي من الفصيل نفسه الذي انقسم ايضا الى فصيلين حيث عملت بعض المجموعات بشكل سري واحتفظت بسلاحها في حين قامت مجموعات اخرى بمصالحات مع القوات الروسية وسلمت سلاحها شرط عدم القيام باي نشاط الا ان النظام قام باعتقال اعضاء هذه المجموعات بتهم جنائية واجبرهم على الالتحاق بالخدمة العسكرية وبذلك اجرى عملية التفاف على الاتفاق الروسي. ويشير المصدر الى ان هذا الامر دفع هذا القسم الى العودة الى المجموعة السابقة كمقاومة شعبية تقوم بتنفيذ عملياتها مساء وهي تنتشر في 4 مناطق رئيسية واشرسها في درعا الشرقية وبالطبع صيدا حيث اغتيل القيادي في حزب الله وهناك منطقة اخرى تعتبر الملاذ الامن للبعض من الثوار بسبب طبيعتها الصخرية .
ويلفت المصدر الى ان عناصر "تنظيم داعش" ما زالت ناشطة في تلك المنطقة وهي تشكل 25 % و تقوم بعمليات توصف بالنوعية واللافت ان عناصر الفصائل التي قامت بالمصالحة مع النظام وانضمت الى الفرقة الرابعة التابعة لماهر الاسد و"حزب الله" استهدفتها الفصائل من خلال عمليات اغتيال وتصفيات طالت حوالي 200 شخصية بعدما باتوا يتعرضون لعائلات المقاومين ويفرضوا "اتوات " ولم يتم التعرض للذين التحقوا بالقوات الروسية وتحديدا اللواء الثامن الذي يرأسه احمد العودة .
ويشير الى ان اكثر العمليات تنفذ على مراكز القوات الجوية وعلى سبيل المثال مساكن الضباط في جنين و صيدا وكحيل بواسطة بسيارات مفخخة عن بعد تتبعها عمليات الاقتحام .
واضاف المصدر ان العمليات التي نفذت خلال شهر نيسان الفائت تجاوزت ال20 لافتاَ الى انها تستهدف قادة الفصائل السابقة التي عادت الى حضن النظام وبالطبع المتعاونين مع الميليشيات الايرانية.
حاليا وفق المصدر هناك فصائل في الشمال بدأت تدعم هذه الخلايا لان الفصائل الاساسية انتقلت الى الشمال منها والتابعة لمعتز فلة وجيش الاسلام وجيش اليرموك وغيرها واصبحت لها حاضنة شعبية بعد الغدر الذي تعرضوا له من قبل النظام رغم المصالحة.
واعتبر المصدر ان درعا كانت اسوأ حاضنة شعبية للثورة في العام 2015 مقارنة بالشمال السوري الذي كان يتقدم عليهم آنذاك وقد يعود السبب الى ان هذه القرى وعلى سبيل المثال "الغصن" التي يتحدر منها فيصل المقداد وقرية رئيس الوزراء السابق وائل الحلقي وبعضها مؤيد ولكنها لا تشكل اكثر من 15 % .
ولفت المصدر الى ان النظام يسيطر على مدينة درعا بنسبة 80% في حين ان منطقة صيدا المكان الذي اغتيل فيه الجهماني منذ يومين يسيطر عليها بنسبة 60% في حين ان الارياف لا تتعدى سيطرته عليها ال25% وهذا الامر يدفعهم الى الاحتياط لاسيما عند النقاط والثكنات العسكرية كما ان لا نقاط عسكرية لهم في المسلك الذي يؤدي الى القنيطرة في اطراف درعا مرورا بنهر اليرموك وهذا الامر يؤمن "لفصائل الجيش الحر" حرية التحرك باسلحتهم.
في الختام ستبقى المناطق السورية التي تتعدد فيه اطراف النزاع معرضة للخروقات الامنية ناهيك عن الغارات الاسرائيلية والاميركية وآخرها يوم امس عند الحدود العراقية السورية.