خاص LebanonOn - كلادس صعب
لم يجف حبر التوقيع على رفع الدعم الجزئي عن المشتقات النفطية وتحديداَ البنزين حتى حلق سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية بشكل مخيف الامر الذي دفع العديد من السوبرماركت الى الاقفال فضلاَ عن الاقفال الذي اعتمدته بعض المحطات بانتظار بيع مخزونهم المدعوم بالاسعار الجديدة، وبذلك يحققون ارباحا تفوق 3 اضعاف ما كانوا يكسبونه.
موقع LebanonOn حاور الخبير المالي والاقتصادي عبد الله خزعل عن اثار رفع الدعم الجزئي عن النفط والارتفاع الهستيري بسعر صرف الدولار، وما مدى الترابط بينهما؛ حيث اكد ان النفط هو محرك الاقتصاد وجميع القطاعات ترتبط به لكن السؤال الذي يطرح لماذا في هذا التوقيت رغم ان لبنان لا يعيش اليوم اي مناسبات سياسية كبيرة.
يشرح الخبير خزعل في البداية انّه لا بد من تشريح خطوة رفع الدعم الجزئي للبنزين والذي هلل له الشعب اللبناني فرحاَ كونه سيدفع ثمن حوالي 70 الف ثمن صفيحة البنزين بدل 150 الف.
وتابع ان الارتفاع الذي يسجله الدولار بشكل سريع مرده الى ان حاكم مصرف لبنان يقوم بشراء دولار السوق السوداء لتغطية الدعم الجزئي، وهذا الامر لا يمكن للمواطن العادي تمييزه لانه يقوم بتقييم الامور بشكل احادي او "افرادي". فعلى سبيل المثال اذا قام بتوفير 200 مليون لشراء البنزين و150 مليون للكهرباء فهو مجبر الدخول الى السوق السوداء لتأمين الدعم يضاف اليها الـ100 مليون دولار التي تحترق من خلال التهريب الى سوريا.
وهنا لا بد من التأكيد ان الدعم لا يأتي بالمجان لاسيما مع استحالة حاكم مصرف لبنان اللجوء الى الاحتياطي الالزامي مع تحذيرات المصارف المراسلة بوقف التعامل مع لبنان، اضافة الى تقرير "موديز" الاخير الذي حذر من المس بهذا الاحتياطي والا سيوقف التعامل بشكل كامل معه وهذا الامر يحرم لبنان من فتح اعتمادات ووقف الاستيراد والتصدير ونتعرض لحصار قاتل.
وعاد خزعل ليؤكد مرة جديدة ان ارتفاع سعر صرف الدولار بهذه السرعة لا يتعلق بحركة التجار العادية انما بعملية شراء تفوق الـ500 مليون دولار.
وبسؤاله عن امكانية ايفاء المصارف بالتزاماتها تجاه المودعين في بداية شهر تموز وقدرتها على تأمين الدولار، رأى خزعل ان "الخطة التي اعتمدت هي كالتالي: "سيقوم مصرف لبنان مع المصارف باعطاء المودعين 800 دولار شهريا مقسمة على الشكل التالي 400 من المصرف و400 مقسمة 200 دولار على سعر المحدد من المنصة و200 دولار على شكل بطاقة ائتمانية ووفق هذا الاقرار فان الاتفاقية هي على سنة تجدد وهنا التساؤل ان كان بمقدورهم الاستمرار بها".
وبسؤاله عن مدى قدرتهم على الاستمرار في دعم مادة الفيول مع امتناع سلامة عن المس بالاحتياطي، عاد خزعل ليؤكد ان خطة الحاكم كما ذكرنا سابقا هي التوجه الى السوق السوداء لشراء الدولار الذي يحتاجونه لدعم الفيول.
وعن الحلول المطروحة، يجيب خزعل على سبيل المثال انه تم التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي ومنح لبنان قرضا بقيمة 6 مليار دولار على مدى 5 سنوات فان المبلغ لا يكفي لسنة وسيستمر اللبناني بالعيش بذل وليس لديه خيار آخر.
اما على صعيد محاولة "تسييل الذهب" لفت خزعل الى ان هذا الامر يمكن ان يحصل في حالات معينة ويتم السماح به في حال اجريت الاصلاحات واستعملت هذه الاموال لدعم القطاعات الانتاجية اما في حال استعملت لسد عجز ومن قبل الاشخاص الموجودين حاليا فهذا الامر غير مسموح. لافتاَ الى ان هذا الامر يحتاج بداية الى موافقة مجلس النواب اضافة الى ان ثلث الاحتياط من الذهب محتجز في الولايات المتحدة كون لبنان لم يسدد التزاماته وديونه.
وختم خزعل ليؤكد ان الزحمة التي تشهدها محطات المحروقات لن تتبدل مشهديتها يوم الاثنين المقبل لان النفط غير مرن وان ارتفع سعره لا يمكن للمواطن استبدال استعمالاته.