اثار تسريب معطيات امنية عن امكانية استهداف الدبلوماسيين الروس في لبنان ومصالحهم العديد من التساؤلات حول الاسباب التي تدفع "هيئة تحرير الشام" الى التخطيط من داخل الاراضي اللبنانية لعمل امني بهذا الحجم.
وهنا لا بد من العودة الى الصراع الاساسي والذي تدور رحاه على الاراضي السورية حيث التواجد العسكري للقوات الروسية والعديد من التنظيمات والهيئات لاسيما هيئة "تحرير الشام" التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال غرب سوريا وتحديداَ في ادلب.
مصدر متابع لتحركات هذه المجموعات يرى في حديث لـlebanonOn ان الروس يسعون لتخفيف عبء الازمة الانسانية التي يعيشها الشعب السوري لاسيما وانهم يعيشون تحت مظلة القوات الروسية وهذا الامر يشكل لها احراجاَ لذا فهي تسعى لايصال المساعدات الانسانية لمن هم في مناطق تخضع لسيطرتها وهذا الامر ما دونه عقبات لان المعبر الوحيد الذي يشكل نقطة استراتيجية لتمرير هذه المساعدات باتجاه شمال شرق سوريا يقع تحت اشراف "هيئة تحرير الشام".
ويتابع المصدر ليؤكد ان التصريحات الدبلوماسية الروسية بما يتعلق بالملف السوري هي لخلط الاوراق ومن اجل البناء عليها لاخذ مواقف تشدداَ تجاه الثورة وما يسرب عن خطر استهداف دبلوماسييها وان عملية اختيار "تحرير الشام" يستند الى انها سلطة امر واقع وهي تسيطر في غرب سوريا على منطقة تضم حوالي 3 ملايين سوري بشكل جزئي من باقي المعارضة.
ويتابع المصدر كون "الهيئة" تحظى بدعم خارجي او غض نظر من بعض الدول العظمى فان روسيا تحاول الضغط باتجاه دفع الدول في مجلس الامن الى التشدد في موضوع تمديد فتح المعابر لوصول المساعدات الانسانية او ايقافها وهذا المسعى الروسي هو رسالة واضحة لمحاصرتها عن طريق اغلاق معبر "باب الهوى" وبذلك تسيطر روسيا على هذه المناطق وتصبح ورقة ضغط تشهرها بوجه الولايات المتحدة الاميركية بعملية التوسع الذي ستقوم بها.
وبغض النظر عن التصنيفات التي تطلق على "هيئة تحرير الشام" والتي اعتبرت انها ولدت من رحم "جبهة النصرة" يبدو ان القمة التي جمعت الرئيسين الروسي والاميركي لم تحقق نتائجها في ما يتعلق بالملف السوري وبقي التجاذب سيد الموقف وبانتظار 10 تموز موعد تصويت مجلس الامن الدولي على تجديد الاذن باجراء العمليات بالكامل عبر الحدود في المنطقة والسماح باستئناف تدفق المساعدات من العراق الى شمال شرق سوريا يبقى الشعب السوري الورقة التي تستغل في هذه الصراعات وهو من يدفع ثمنها انسانياَ.