مارون يمين
تتطلّع المنطقة العربية حاليا الى الحركة الدبلوماسية التي تخوضها أكثر من دولة على أكثر من جبهة. اجتماعات سورية سعودية، مفاوضات سعودية ايرانية سرّية، مفاوضات علنية أميركية ايرانية، لقاءات تركية مصرية، فيما المشترك بينها الحضور الروسي المستجدّ الذي انكبّ مؤخّرا على مشهدية الشرق الأوسط سواء من خلال الزيارة المكوكية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أو من خلال تشريع أبواب الكرملين على مصراعيها امام الوفود العربية والتي كان في آخرها زيارة رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل.
ولا يختلف اثنان على درجة التعقيد الكبيرة التي تخيّم فوق المشهد اللبناني. من الأزمات المالية والاقتصادية المتلاحقة، الى الازمة المعيشية الاجتماعية، وصولا الى ارتدادات أزمة كورونا التي استفحلت بالقطاع الصحي اللبناني.
وفي الوضع السياسي، الرئيس المكلّف سعد الحريري لا يزال يحتفظ بمفتاح تشكيل الحكومة في جيبته. 7 أشهر مرّت حتى الآن ولا حلول تلوح في الأفق. وما إن كثر الحديث مؤخرا عن نية الحريري الاعتذار، خصوصا بعد "سوء تقدير" في بروتوكل اللقاء الذي جرى بينه وبين وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، حتّى بدأت التحليلات تنهمر من كلّ حدب وصوب. وبالرغم من كلّ ذلك، لم يخف "تيار المستقبل" أن خيار الاعتذار بات واردا أمام الحريري حينما كانت الأجواء مشحونة لدى التيار غضبا من احتمالية عدم لقاء لودريان بالحريري. لكنّ الحجّة التي خرجت وقتها "لم تقل العجّة"، فماذا تغيّر بعد زيارة لودريان الاخيرة حتى سقط خيار الاعتذار او تراجع رصيده أقلّه؟
في الاطار، كشفت مصادر متابعة لزيارة لودريان لموقع LebanonOn أنّ فرنسا قدّمت مبادرتها لتشكيل الحكومة ولكنّها لم تكن الجهة الوحيدة التي كانت تقف وراء الملفّ اللبناني، ما جعل حركتها في هذا الملفّ مقيّدة الى أن تعثّرت وأخفقت في اتمام المبادرة. وعلى ضوء تكليف الحريري تشكيل الحكومة، تؤكّد مصادر LebanonOn أنّه طالما ان الحريري لا يزال مكلّفا بمعنى انّه لن يعتذر فهو سيبقى المرشّح الأقوى لتولّي رئاسة الحكومة.
وفي ظلّ مخاوف البعض من تعويم شخصية سنّية أخرى لرئاسة الحكومة بعد التقارب السعودي السوري مؤخرا، تشير المصادر الى انّ "أيّ شخصية أخرى مرتبطة بالتفاهم السعودي السوري ستكون حتما متقدّمة على الحريري، لا سيّما اذا اخفق الاخير في عملية التشكيل، او حتى في ادارة الازمة التي يمرّ بها لبنان". الّا انّ المصادر تقول انّ "الحريري قد يقطع الطريق على أيّ شخصية سنّية اخرى، وهو قادر على ذلك اذا ذهب الى تفاهم جديد مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحرّ". وترى المصادر انّ "تعنّت الحريري بموقفه وشروطه من التشكيل يأتي من خلفية تمسّك الثنائي الشيعي به، لا سيّما وانّ حزب الله لم يلمس ايّ بديل عن الحريري الا السفير نواف سلام المطروح من قبل الولايات المتحدة الاميركية، الامر الذي يرفضه الحزب رفضا تامّا".
وتكشف المصادر عبر موقعنا انّ الأسماء المطروحة مكان الحريري، لا سيما ان حصل اي اتفاق اقليمي اخرج الحريري من اللعبة، هي: رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام (يتمتّع بعلاقات جيّدة مع السعودية)، النائب فؤاد مخزومي، ورئيس كتلة الوسط المستقلّ رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، حيث انّ هذه الأسماء يمكنها ان تحظى بتوافق غالبية الافرقاء المؤثرين في عملية تشكيل الحكومة، وسير عملها.