الأزمة المعيشية تحتدم مع مرور الوقت، وبدأ اللبناني يفقد قدرته على شراء أبسط حاجياته. هو اليوم مهدّد بقوته اليومي. برغيف الخبز. بكيس الحليب. بـ"غالون" الزيت. وحتى بسلّة الخضار والفاكهة ولو انّها من انتاج محلّي.
ففي جولة قام بها موقع LebanonOn على مدى يومين في مختلف محلات بيع الخضار والفواكه، وفي أروقة السوبرماركت، تبيّن أنّ الأسعار المرتفعة قد بدأت تأكل الأخضر واليابس، وبات هذا القطاع على شفير الهاوية، في ظلّ خروج دعوات بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، والمواطنين لمقاطعة مثلا الموز الذي بلغ سعره 8 آلاف ليرة للكيلو الواحد، وذلك على غرار حملة مقاطعة البيض بعد أن وصل سعر الكرتونة الى 40 ألف ليرة.
ومع غياب الرقابة التامّة على أسعار الخضار والفواكه كما سائر السلع والبضائع، يعيش المواطن اليوم تحت رحمة التجار الذين يسعّرون منتوجاتهم وفقا لأهوائهم وجشعهم، ومن باب المنافسة أيضا. وفي العودة الى الجولة التي قام بها موقعنا، وجدنا انّ أسعار الخضار والفواكه غير مقبولة، وغير منطقية إطلاقا خصوصا وانّ معظمها من الإنتاج المحلي: فهل يُعقل أن يصل سعر باقة البقدونس الى 1500 ليرة؟ وكيلو البندورة الى 7 آلاف؟ وكيلو الموز البلدي الى 8 آلاف؟ وكيلو الليمون الى أكثر من 15 ألف؟ وكيلو البصل الى 6 آلاف؟ لن نتحدّث عن باقي المنتوجات والتي يصل سعر الكيلو منها الى 70 ألف ليرة كالمانغا، او 320 ألف ليرة كالكرز، كونها ليست من أولويات اللبناني اليوم في ظلّ الضائقة الإقتصادية التي نعيشها. وهل يُعقل ان نرى مواطنين يعيدون "حبّات" البطاطا والبصل الى الرفوف لأنّهم لم يتمكّنوا من شراء "نص كيلو بالزايد"؟
فاللبناني الذي كان يشتري الخضار والفاكهة بـ"القفص"، أصبح الآن يشتريها بـ"النص كيلو"، وفاتورة الخضار والفاكهة التي كانت تبلغ 20 ألف ليرة، زادت 5 أضعاف لتصبح الآن 100 ألف ليرة، فيما بقيت رواتب اللبنانيين كما هي.
موقع LebanonOn توجّه بمشاهداته هذه الى رئيس جمعية المزارعين في لبنان أنطوان حويك، الذي أشار في حديثه معنا الى أنّ الارتفاع اليوم في الأسعار يتركّز اكثر في قطاع الحمضيات والموز كوننا اقتربنا من نهاية الموسم، بالإضافة الى ارتفاع نسبة التصدير، والتي من شأنها أن ترفع الأسعار في السوق الداخلي. ولفت حويك الى انّ أسعار باقي الخضار والفاكهة "بالجملة" مقبولة نسبيا في ظلّ الواقع الاقتصادي الصعب، وكشف عبر موقعنا عن "مسطرة أسعار" تشمل الآتي: (كيلو الخيار 3000، كيلو البندورة 3500، الكوسا 2500، الباذنجان 3500، الشمندر 1750، الموز 5500، الحامض بين الـ2000 والـ3000، الليمون بين 3000 و4500 بحسب لنوعه...).
وعن فرق الأسعار بين "الجملة" و"المفرق"، يرى حويك أنّ مَراد ذلك الى "المنافسة بين التجار، والى أنّ السلطة مفقودة ولا يمكن لوزارة الاقتصاد ان تضبط كلّ الأسواق، وفي النهاية على المواطن أن يعرف من أين يشتري". ولفت رئيس جمعية المزارعين الى انّ "ايجارات المحلات في المدن الكبرى لا تزال بالدولار لذلك يلجأ أصحابها الى رفع أسعار البضائع فيها من اجل أن يتمكّنوا من تسديد الايجارات، وهذا ما لا ينطبق مثلا على البسطات في الأسواق الشعبية في صبرا حيث الأسعار متدنّية وبفارق كبير عن تلك البضائع المعروضة في المحلّات الكبرى".