مارون يمّين - خاص LebanonOn
يروي المواطن سيمون حبيب صفير في حديث خاص لموقع LebanonOn انّ مطرانية صور المارونية قد قامت بتأجير أرض لحزب الله في صور، وانّ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لا يعرف بهذه القصّة كون جماعة الوقف التي وصفها بـ"العصابة"، تعمل ضدّ مصلحة البطريرك شخصيا وضدّ مصلحة لبنان والموارنة على حدّ قوله.
ويقول "س.ص" انّ الأرض في الأساس هي مستأجرة من قبل صديقه "ج.خ"، الا انّ حزب الله حوّلها الى منصّة له بعد أن قرّرت المطرانية ان تؤجّرها وغيرها من الأراضي لأشخاص نافذين في الحزب، خصوصا انّ إحدى هذه الاراضي تشرف على فلسطين المحتلّة ووُضع عليها كابينات وأنتينات، فيما شُيّد حاجز على الطريق المؤدّي اليها لمنع مرور ايّ كان الى الأرض؛ مؤكّدا انّ "الأمر موثّق بالدلائل والبراهين والخرائط".
وعندما توجّه "ج.خ" الى بكركي لتقديم شكوى لدى البطريرك الراعي، تعرّض للتهجّم من قبل الخوري "ج.ق"، بحسب ما يُخبر صفير. وتابع: "إتّصل بي "ج.خ" وطلب مني المساعدة، وعندما ذهبت معه الى بكركي تعرّضنا للتفتيش من قبل الخوري نفسه ومن الحرس أيضا خشية أن نسجّل ما يحصل عبر هواتفنا". وعن شاهد عيان يُدعى "غ.خ" تحدّث صفير الذي أخبره انّ الخوري شتمه عندما أدار ظهره ليبحث عن السبب الذي منع صديقه مستأجر الأرض ومن معه من دخول الصرح البطريركي.
ويضيف صفير: "نحن اليوم نريد فضح تجاوزات هذا الخوري وتغطياته عمّا يحصل في وقف مطرانية صور للموارنة، وكشف الألاعيب التي يقوم بها من دون علم البطريرك الراعي"، مؤكّدا انّه عندما تعهّد امام الخوري "ج.ق" بأنّه سيحاسبه هو والعصابة التي يديرها، "طُلب من الأمن ان يضعوا إسمه على اللائحة السوداء لمنعه من زيارة بكركي مرة أخرى".
مصادر بكركي تعلّق...
وبعد هذه المعطيات التي حصل عليها موقع LebanonOn، توجهنا نحو بكركي لمعرفة تفاصيل الإشكال الذي وقع بين الطرفين. حيث إكتفت مصادر بكركي بنفي كلّ تفاصيل الاشكال الذي وقع في الصرح البطريركي، مؤكّدة انّ ليس لديها كهنة يتهجّمون على المواطنين وأبناء الكنيسة".
المطران خيرالله الحاج يروي من ناحيته تفاصيل القضية
وبالعودة الى القضية التي رواها سيمون حبيب صفير بخصوص الارض التي استأجرها صديقه، تواصل موقعنا مع المطران السابق لمدينة صور شكرالله الحاج الذي لفت في بداية حديثه، الى أنّ "ج.خ" قد إستأجر الأرض من المطرانية في صور منذ قرابة الـ12 سنة، والى الآن لم يدفع الإيجار السنوي إلّا مرة واحدة، فيما تبلغ المستحقات عليه اكثر من 200 ألف دولار"، موضحا أنّ "مساحة الأرض المستأجرة تبلغ بحدود الـ350 دونم، على أساس ان يحوّلها الى بستان وهي حتى اليوم أرض بور لم يقم بأي من المشاريع التي أستأجر الأرض على أساسها، كما أعطيناه بستانا تبلغ مساحته 45 دونم، وقد أهمله أيضا".
وتؤكّد هنا معلومات خاصّة لموقع LebanonOn مستقاة من مصادر موثوقة، انّ "المطرانية أعطت "ج.خ" الأرض بتسعيرة 20 ألف دولار في السنة وهي تسعيرة متدنية عن التسعيرات الاخرى كون صاحب العلاقة من أبناء المنطقة وأحد تلاميذ المطران"، وأنّ "الارض كانت صخرية، وفي اول عام له على استئجارها قام بنقل الصخور منها وبيعها وجنى اموالا طائلة تتخطّى الـ200 ألف دولار".
وتشير المعلومات أيضا، الى انّ "ج.خ" خاض الكثير من المشاكل مع العديد من الأشخاص الذي أراد العمل معهم من اجل استصلاح الارض والاستثمار بها وكانت دائما المطرانية تغضّ النظر عن ذلك، لأنّ كان همّها الوحيد ان تكون الأرض مزروعة"، مؤكّدة أنّ "مستأجر الأرض لا يريد اليوم التنازل عنها بالرغم من انّ له 6 سنوات على انتهاء العقد، إلّا بأن تدفع له المطرانية مبلغا وقدره 400 ألف دولار".
ويلفت المطران الحاج الى أنّ "وكلاء الوقف والمحامين قد أعطوا الحقّ بنسبة 100% للمطرانية، بعد أن عاينوا الأرض أكثر من مرة"، وأنّ "صاحب العلاقة على دراية تامة بالموضوع، لا سيّما وأنّنا رفعنا اكثر من دعوى بحقه، ولم نتمكّن من تحصيل الّا 10 آلاف دولار من أصل الـ200 ألف وهي المستحقات المتراكمة عليه".
ويضيف: "بدوره، قام "ج.خ" بتقديم اكثر من شكوى لدى بكركي التي ارسلت وفدا لزيارة الارض ومعاينتها أكثر من مرّة، فوجدها الوفد "أرضا حافرة نافرة"، وطلب من صاحب العلاقة زراعتها او الاستثمار بها بالطريقة التي تتناسب والعقد المبرم مع المطرانية"، متسائلا عن اهماله لها طيلة هذه المدّة.
هل سيخرج حزب الله من الأرض؟
وكشف الحاج أنّ "حزب الله دخل الأرض منذ شهرين تقريبا، بعد أن أبلغنا بأنّه يريد مسح الألغام منها وأنّه بحاجة الى 5 أشهر لإنهاء عمليات المسح"، مشدّدا على انّ الأرض لا تزال مع "ج.خ"، وأنّ "المطرانية لم تقم بتأجيرها الى ايّ أحد آخر، وسمحنا بتنفيذ عملية المسح التي يقوم بها حزب الله بسبب انّ صاحب العلاقة قد تركها مهجورة، ولم نقم أبدا بتأجيرها لأيّ شخص من الحزب"، مع العلم، انّ "المساحة التي يتواجد فيها حزب الله اليوم تساوي 50 دونم".
وإذ تفيد مصادر مطّلعة على القضية لموقع LebanonOn بأنّ "حزب الله كان متواجدا في هذه الأرض منذ ما قبل العام 2006 كنوع من الاحتلال بفعل الأمر الواقع، ومن دون إذن، كون الأرض تطلّ على احد الوديان، ما يشكّل للحزب موقعا استراتيجيا في تدريباته العسكرية واللوجستية". وتابعت المصادر: حزب الله دخل عنوة الى الأرض، و"غصبا عن الكل" وهو يقول انّه يزيل الألغام، متسائلة: "لكن من هو القادر على إخراج الحزب بعد انقضاء مهلة الـ5 اشهر التي تعهّد بها في حال لم يخرج من الارض"؟
عن إشكال بكركي مجدّدا
وفيما اكتفت مصادر بكركي بتعليق مقتضب عن الإشكال الذي وقع في باحة الصرح البطريركي، أوضحت مصادر من داخل مطرانية صور المارونية لموقعنا بأنّ المدعو "ج.خ" وهو كما نعيد ونذكّر مستأجر الأرض قد هدّد في أروقة بكركي بخطف المطران الحاج ووضعه في صندوق السيارة، وقد إختلق قصة غير اخلاقية، يحاول بشتّى الطرق إلصاقها بحق المطران، والتي بالمناسبة تنفيها المصادر جملة وتفصيلا؛ وبأنّ "ج.خ" قام بشتم المطارنة والكهنة، لذلك جاء القرار بمنع إدخاله الى الصرح البطريركي. ولفتت المصادر عينها الى انّ "ج.خ" يهدّد اليوم باللجوء الى الاعلام، وابتزاز المطرانية بأمور من نسج خياله، ولا تمتّ للحقيقة بصلة.