مارون يمّين - خاص LebanonOn
يبدو انّ مسار التضخّم الذي يعاني منه لبنان منذ اكثر من سنة اثر الانكماش الاقتصادي والازمة المالية القاسية التي يمرّ بها، بات يهدّد جدّيا أسعار المحروقات بما فيها البنزين والمازوت. اذا، استفاق اللبنانيون اليوم على زيادة صفيحة البنزين بنسبة 1700 ليرة لبنانية، ليصل سعر تنكة البنزين الى اكثر من 32 الف ليرة في غالبية المحطّات اللبنانية.
وعليه، يرى ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا في حديث لموقع LebanonOn انّ "إرتفاع سعر برميل النفط عالميا من 50 دولار الشهر الفائت الى 64 دولار هذا الشهر، أثّر على تسعيرة صفيحة البنزين في لبنان وهذا أمر طبيعي، فإنّ ارتفاع اسعار النفط عالميا ينعكس على الأسعار الداخلية"، مؤكّدا أنّ "برنامج التسعيرة تضعه وزارة الطاقة".
وعمّا اذا كان الموزعون يمتنعون عن توزيع البنزين والمازوت ايام الاثنين والثلثاء من اجل توزيعها في الاسواق ايام الاربعاء لبيعها وفق الاسعار الجديدة، اكّد أبو شقرا انّ "الشركات المستوردة للنفط هي التي تنتظر توزيع مخزونها كي لا تتكبّد الخسائر في حال ارتفعت أسعار النفط"، مشدّدا في الوقت عينه على انّ الامر لا علاقة له برفع الدعم، اذا قال: "بكل صراحة هذا ليس رفع دعم مقنّع لا من قريب ولا من بعيد".
خطوة تحضيرا لرفع الدعم بالكامل
وللوقوف أكثر عند الجانب الاقتصادي لهذه المشكلة التي باتت تشكّل ازمة حقيقية على اللبنانيين، تواصل موقعنا مع الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة الذي إعتبر بداية أنّ "إرتفاع سعر صفيحة البنزين بهذا الشكل ليس مبرّرا حتى لو أخذنا بعين الاعتبار تغيّر الأسعار العالمية وفرق الدولار"، لافتا الى أنّ "الزيادة في التسعيرة تذهب على شكل ضرائب للدولة، ويتقاسم الباقي منها الشركات المستوردة النفط، من هنا نفهم الخلافات والمشاكل بين اصحاب المحطات وموزعي المحروقات والشركات المستوردة على النفط. بالاضافة الى أنهم يعتبرون انّ التسعيرة الحالية "غير طبيعية"، وبالتالي يلجؤون الى رفعها".
وقال عجاقة: "لا يمكن القضاء على تهريب المحروقات في لبنان، لأنّنا نعرف انّ ايّ مسّ بالجهة التي تقوم بالتهريب هناك مرجعيات سياسية نافذة في البلد تقف خلفها او تدعمها، لذلك لجأوا الى رفع الأسعار سواء بزيادة الضرائب او بزيادة التسعيرة بحجة إرتفاع التسعيرة العالمية للنفط".
وتابع: "ويجب الأخذ بعين الإعتبار انّ مصرف لبنان يموّل حتى الآن 85% من حاجة السوق للمحروقات، لذلك من مصلحته توقيف الدعم بسبب انّ التهريب يستنذف من احتياطاته الأجنبية"، خاتما بأنّ "رفع صفيحة البنزين بهذا الشكل يمكن اعتباره ايضا خطوة لتعويد المواطن تدريجيا على ارتفاع سعر المحروقات بما فيها صفيحة البنزين تحضيرا لرفع الدعم بالكامل".