مارون يمّين - LebanonOn
لجأ اللبنانيون مؤخرا الى مواقع الشراء عبر الانترنت لعلّهم يجدون ما هو بأسعار مناسبة اكثر من تلك المعروضة في الأسواق بعد الازمة الاقتصادية الخانقة التي نمرّ بها منذ شهور عديدة. وبما انّ "موضة" العدسات اللاصقة كانت من ضمن اهتمامات اللبنانيين في السنوات الاخيرة، برزت صفحات ومواقع عديدة تعرض نظارات وعدسات من اجل بيعها بأسعار جدا متدنية، تتوافق و"جيبة" اللبناني. ففي حين أصبح سعر النظارات والعدسات اللاصقة الأصلية يتطلّب راتبا بأكمله لدى غالبية الشعب اللبناني، انتعشت نسبة بيع العدسات المزوّرة و"المضروبة" في الفترة الاخيرة.
العدسات "المضروبة" تغزو السوق
وهنا تشير الاخصائية في قياس النظر والأستاذة المحاضرة في علوم البصريات وعضو الـ"AOF" كريستين صوما في حديث لموقع LebanonOn الى انّ "بيع العدسات اللاصقة عبر الانترنت كان رائجا في لبنان منذ فترة طويلة، وانّما زادت النسبة في الفترة الاخيرة كون اللبنانيين أصبحوا يتصفّحون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر بسبب تواجدهم في المنازل وأمام شاشات الهواتف في خلال فترة الحجر".
وتضيف: "مع غلاء الأسعار بسبب ارتفاع سعر الدولار، كان من الطبيعي ان ترتفع أسعار العدسات اللاصقة، وثمن النظارات كونها مستوردة من الخارج ولا يشملها الدعم، وبالتالي يجد المواطن نفسه امام خيار شراء العدسات عبر مواقع الكترونية او صفحات مواقع التواصل".
ولا بدّ من الإشارة الى انّ خطر "العدسات المزوّرة" لا يقف عند حدّ انّها تُباع عبر الاونلاين، اذا تؤكد صوما انّ "هذه العدسات بالاضافة الى النظارات تُباع أيضا في الصيدليات ومراكز التجميل وغيرها من الأمكنة التي لا تُعدّ متخصصة او ملائمة لبيعها، فـ3\4 السوق اليوم مليء بالعدسات الملوّنة المزوّرة، حيث يجري تقليد ماركات عالمية خصوصا الأميركية منها".
أين تكمن الخطورة؟
وتشكّل العدسات المزوّرة خطرا كبيرا على العين، قد يصل الى ضرر كبير لا يمكن تلقفه. وانطلاقا من هنا تحذّر صوما كل من يريد أن يشتري هذه المنتجات انّ عليه "أن يعرف انّها لا تتلاءم وعينه بنسبة كبيرة، سواء من ناحية المقاسات او من ناحية النوعية. كما عليه ان يعرف انّ داخل تركيبة العدسات هناك مواد تسمح بتمرير نسبة معيّنة من الأوكسيجن، وفي الكثير من الأحيان هذه العدسات لا يمكن معرفة ما هي المواد التي صُنعت منها، او قد تكون مصنوعة بمواد مضروبة، وهنا يكمن خطرها على العين".
وتتابع: "يجب ان نعلم انّ العدسات يجب حفظها بطرق آمنة وبشروط معيّنة، كأن تكون غير معرّضة لأشعة الشمس، وتكون محفوظة بمكان لا توجد فيه نسبة كبيرة من الرطوبة، من هنا إنّ من يشتري هذه العدسات عبر الاونلاين، لا يعرف كيف وأين يتمّ تخزينها ما يزيد من نسبة خطورتها على العين".
كورونا والعدسات اللاصقة!
وفي ظلّ جائحة كورونا، تشدّد صوما على ضرورة تعقيم العدسات كونها قد تنقل الفيروس الى عين الشخص الذي اشتراها، بمعزل عما اذا كانت أصلية او مضروبة.
من إلتهابات في العين الى فقدان البصر!
وعن ما يمكن أن تسبّبه العدسات المزوّرة، تقول صوما: "تسبّب هذه العدسات احمرارا في العين والتهابات عديدة، وتكمن الخطورة في لجوء الشخص المتضرر الى الصيدليات لشراء قطرة مرطّبة، في حين انّه من الضروري اللجوء الى الجهة المختصّة وهي أطباء العيون للكشف على العين ووصف العلاج الملازم لها كي لا تتفاقم المشكلة، والتي قد تصل الى أن يفقد الشخص عينه ونظره".
وللتفريق بين العدسات الأصلية والعدسات التقليدية، على الشخص بحسب صوما، أن يلجأ الى اخصائي قياس النظر، او اخصائي بصريات او طبيب العيون المخوّلين ان يصفوا له العدسة المناسبة لعينه، وهم المخوّلون أيضا ان يغيّروا له العدسة عندما لا تصبح مناسبة لعينه ونظره مع مرور الوقت".