كَثر الحديث مؤخرا عن انّ المصرف المركزي بدأ العدّ العكسي لرفع الدعم عن السلع الأساسية من محروقات وأدوية وطحين وقمح وغيرها... وأصبحت الأسعار تشكّل هاجسا لدى اللبنانيين الذين فقدوا أكثر من 60% من قدرتهم الشرائية نتيجة للأزمة الاقتصادية العاصفة في البلاد.
وبالرغم من كل التحذيرات التي وجّهها مصرف لبنان الى المعنيين في السلطة، الا انّ احدا لم يحرّك ساكنا. فبقيت الحكومة على حال تصريف الأعمال، فيما السياسيون عالقون في شبكة المبادرة الفرنسية التي فشلت هي ايضا في تغليف الأجواء للمسار الذي يجب ان يسلكه لبنان ليستعيد عافيته.
تسعيرة سيارات الاجرة سترتفع بنسبة 3 أضعاف
ومن بين أكثر الأمور التي يخشاها اللبناني اليوم، تكلفة تنقلاته عبر وسائل النقل العمومية عندما يُرفع الدعم عن البنزين والمازوت، واذ يؤكّد رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان بسام طليس في حديث لموقع LebanonOn انّه "اذا كانت تنكة البنزين بـ24 الف ليرة وتسعيرة سيارة الاجرة بـ3 آلاف ليرة، في حال رُفع الدعم واصبحت تنكة البنزين كما يتمّ تداوله بـ70 الف ليرة، فهذا يعني، اقلّه، ان تُصبح التسعيرة بـ10 آلاف ليرة اي سترتفع بنسبة 3 أضعاف"، مشدّدا على انّ "التسعيرة ستبقى قابلة للإرتفاع في حال ارتفع سعر الدولار وارتفع معه سعر صفيحة البنزين، بالاضافة الى التغيرات في اسعار النفط عالميا".
ويرى طليس انّ "رفع الدعم عموما وعن المحروقات بشكل خاص، خطوة ستتسبّب بكارثة اجتماعية كبيرة وسيلحقها إنهيار اجتماعي"، مشيرا الى انّ "نسبة التنقلات عند الناس ستنخفض تدريجيا والأمر سينعكس على عمل السائقين واصحاب الباصات والفانات والتكسيات وعائلات هؤلاء".
وأوضح أنّ "الموضوع ليس مرتبطا فقط بالسائقين بل بعموم اللبنانيين، خصوصا وانّ الدولة اللبنانية لا بديل لديها عن هذه الوسائل، ولا تمتلك نقلا عاما مشتركا". وأضاف:"لذلك نحن نرفض مبدأ رفع الدعم بشكل عام وليس فقط على مستوى المحروقات".
طليس: لن أبرم صفقة...
وعن امكانية ايجاد وسائل او بدائل تخفّف من وطأة الأزمة عن السائقين تحديدا، يقول طليس: "اذا كان المطلوب مني الدفاع عن السائقين فقط، فسهل بالنسبة لي أن أبرم صفقة مع رئيس الحكومة وأوزّع بونات شهرية للسائقين وفق سعر مدعوم، لكن هذا ليس واردا أبدا لأنه في حال ساعدنا السائق فقط، ماذا سيفعل عموم اللبنانيين حيال ارتفاع سعر صفيحة البنزين"؟
النقل البرّي وكورونا
وفي ظلّ المخاوف الكثيرة والتحذيرات من انتشار فيروس كورونا وتفشيه مجتمعيا، وبما انّ قطاع النقل البري من اكثر القطاعات عرضة لهذا الفيروس، يؤكّد طليس انّه اعطى توجيهاته لكلّ اصحاب الباصات والفانات لإتّباع مبدأ التباعد اثناء نقل الركاب، وفرض الكمامات على السائقين والركاب في آن واحد بالاضافة الى التعقيم الدائم، لافة الى انّهم يقومون بما لديهم من امكانيات في ظلّ غياب دور الوزارة المعنية والحكومة.
ويضيف: "وجّهنا الى ضرورة تخفيض القدرة الاستيعابية في الباصات والفانات الى النصف كحدّ اقصى، والنسبة الكبيرة من السائقين ملتزمين بهذه التوجيهات كونهم يخافون على صحّتهم اولا وصحّة عائلاتهم والحمدالله حتّى الآن لم نتبلّغ بوجود ايّة اصابة بكورونا في صفوف السائقين".
|
تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News
اضغط هنا
|
لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب
اضغط هنا