قرّر مجلس ادارة الريجي في نيسان الفائت تقديم هبة بقيمة مليون دولار اميركي لمساعدة الطلاب اللبنانيين في الخارج وشراء اجهزة تنفس اصطناعي للمرضى المصابين بكورونا، وزار حينها وفد من "الريجي" وفي مقدّمه المهندس ناصيف سقلاوي وزير المال غازي وزني ووضعه بصورة هذا الاقتراح. الاّ انّ العديد من علامات الاستفهام تمّ طرحها مع مرور اكثر من 5 اشهر على هذه المبادرة من دون تنفيذها، لا سيّما وانّ موقع LebanonOn قد سلّط الضوء على هذا الموضوع في تقرير سابق له، على هامش حواره مع السفيرة اللبنانية لدى روما السيدة ميرا ضاهر، متسائلا عن الأسباب التي حالت دون الافراج عن هذه الهبة.

ولإيضاح هذه المسألة والنقاط العالقة فيها، كان لموقعنا اتصال مع مدير عام إدارة حصر التبغ والتنباك "الريجي" المهندس ناصيف سقلاوي الذي اكّد انّ "الريجي قرّرت ان تقدّم هبة بقيمة مليون دولار يعود الجزء الاساسي منها الى الطلاب في ايطاليا واوكرانيا كونهم الاكثر تضرّرا من جرّاء اقفال الحدود وانتشار فيروس كورونا، وذلك بعد ان اقرّ مجلس النواب قانونا يسمح للمصالح الحرة بالتبرّع وتقديم الهبات من اجل مساعدات الطلاب الذين يعانون من ضيق اقتصادي في الخارج".

ولفت سقلاوي الى انّ "الفكرة بداية جاءت في خلال حديثي والسفيرة اللبنانية لدى روما السيدة ميرا ضاهر، وعندما اتفقنا على السير بهذه الخطوة، أبلغنا وزير المال غازي وزني اقتراحنا بالمساهمة المالية المحدّدة بمليون دولار، وقام هو الآخر بإبلاغ الحكومة"، مشيرا الى انّ "الهبة كانت قابلة للتحويل".

وتابع: "بقي المشروع لدى الحكومة، وانتظرنا مرارا وتكرارا لتحويله الى مرسوم من اجل البدء بتنفيذه، لكن حتى الآن لم نعلم سبب هذا التأخير بالرغم من انّنا تقدمّنا بـ3 مراسلات بخصوص هذا الطلب، وبالرغم من القانون الذي يكفل هذه العملية ولا نعرف حقّا ما اذا كان الامر بمثابة عرقلة لأهداف معينة".

واكّد سقلاوي في حديثه لموقع LebanonOn انّ "بعد استقالة الحكومة مؤخّرا لا يزال هذا المشروع معلّق في ادراج مجلس الوزراء، الى أن تأتي الحكومة الجديدة وتقرّه، لأنه قانونيا لا يمكن لحكومة مستقيلة ان تصدر المراسيم".

وشدّد سقلاوي في ختام حديثه على انّهم كـ"ريجي" دائما جاهزون لمتابعة الأمر، وقال انّهم "دائما على تواصل مع السفيرة في ايطاليا وكل المعنيين الآخرين"، مضيفا: "ابدينا استعدادنا الكامل الى تحويل الهبة الى السفارات التي يتمّ تحديدها من اجل توزيعها على الطلاب المتعثّرين ماليا في الخارج".

وبينما ينتظر اللبنانيون سواء هنا في الداخل، ومعهم اولئك الذين وجدوا فسحة امل لهم في الخارج المساعدة، لا تزال مافيا الفساد القابضة على روح الدولة منذ عشرات السنوات لا تملك الحدّ الادنى من الانسانية والشفقة تجاه شعبها. فكم من الوقت يحتاج تحويل هذه الهبة الى مرسوم من اجل تنفيذه والافراج عن الاموال؟ كم من الوقت يحاتج توقيع القلم؟ وبينما هذه الأسئلة مشروعة، نخشى ان تكون العرقلة الاساسية لهذه الهبة هو التصنيف المذهبي والطائفي للطلاب، ودخول المحاصصة السياسية الى خطّ تقديم المساعدات، ما يذكرنا بعملية الاجلاء التي تمّت قبل فتح المطار. فهل فعلا يتطلّب الافراج عن المليون دولار مبدأ الـ6 و6 مكرّر؟