تعتبر ايطاليا اول بؤرة اوروبية لانتشار فيروس كورونا، حيث عانت الأمرّين مع تسجيل اعداد قياسية على صعيد الاصابات والوفيات، خصوصا في المناطق الشمالية منها. فلم تعد المستشفيات قادرة على احتواء الفيروس، والطرقات شُلّت حركتها، الى ان بدأت الموجة الاولى تنحسر مع فرض الاجراءات الوقائية المشدّدة، وفرض الغرامات المالية على كلّ مخالف.
ومع اقتراب وصول فصل الخريف في اوروبا، يحذر مراقبون دوليون ومعهم منظمة الصحة العالمية من الموجة الثانية التي ستكون اشدّ انتشارا، واكثر قلقا بالنسبة للناس لما لها تداخل من حيث التشابه مع عوارض الانفلوانزا.
انعدام العوارض عزّز انتشار الوباء خلال العطلة الصيفية...
وعن هذا التحدّي، سأل موقع LebanonOn الدكتور اللبناني المختص بالأمراض الجرثومية في ايطاليا محمد زراقط، حيث شرح انّ "في بداية انتشار الوباء كنّا نعيش في حالة ترقب وحذر واحترام للقوانين والحجر المنزلي الذي أعطى مفاعليه بوقف انتشار الوباء؛ فقد كان الوضع في شمال إيطاليا مخيف وخطير جدا، حيث كان مصدرا لـ٩٠٪ من الاصابات في كل إيطاليا".
واشار زراقط الى انّ "اليوم اختلف الوضع، وتدنّت اعداد الاصابات"، مشدّدا على انّ " نوعية الاصابات والمرضى اليوم قد اختلفت ، حيث أن اكثرهم من الشباب التي تتراوح أعمارهم بين الـ20 سنة وما فوق"، معلّلا ذلك "بعدم الالتزام بوضع الكمامات و التباعد الشخصي".
وتابع: "لقد كانت فترة العطلة الصيفية سببا مهما في إعادة انتشار الفيروس، حيث انّ السفر إلى الخارج والعودة بالإصابات إلى الداخل عزّز من جديد ارتفاع عدّاد كورونا"، لافتا الى انّ "هذه الاصابات تميّزت بإنعدام العوارض مما زاد في انتشار الوباء".
الموجة الثانية ستكون صعبة جدّا
واعتبر الدكتور زراقط في سياق الحديث عن الموجة الثانية عقب فصل الخريف المنتظر، انّ "التحضير لها صعب جدا حيث انّ العوارض هي نفسها عوارض الانفلونزا الموسمية، وهذا ما يجعل هناك صعوبة في التشخيص". وقال: "بإنتظار اللقاح ضد كورونا فيروس او الكوفيد ١٩ ننصح باستعمال اللقاح ضد الانفلونزا الموسمي والمحافظة على النصائح الوقائية المعتمدة".
لا احصاءات رسمية لعدد اللبنانيين المصابين بكورونا في ايطاليا
وعن وضع اللبنانيين هناك، اكّد زراقط انّه "حتى الآن لا يوجد إحصاءات رسمية لعدد اللبنانيين المصابين بكورونا، وأعتقد انهم قلائل ولا يوجد وفيات جديدة غير الطبيب الذي توفي في مدينة جنوى الإيطالية في بداية الوباء"، مضيفا انّ "هناك طبيبين لبنانيين قد اصيبا بكورونا، وكانا يعملان في المستشفيات في شمال إيطاليا، والآن قد تعافيا وهما يعملان بشكل طبيعي".
ماذا عن الوضع في لبنان؟
تعتبر ايطاليا من بين الدول التي تتمتّع بأكثر الانظمة الطبّية تطورا، وبالرغم من ذلك سقطت عند الامتحان. في حين أن الوضع كارثي نسبة للأزمات التي يعاني منها القطاع الطبّي في لبنان، وفي حين ان معدّل الفحوص الايجابية ارتفع الى 12 % وهو معدّل خطير للتفشي. فكيف سيكون الوضع مع بدء موسم الانفلونزا؟ وعودة الاطفال الى المدارس؟