عندما وصل مراسل الـ"ال بي سي آي" إدمون ساسين الى ميرنا الشالوحي، كانت الإشتباكات في اعلى مستوياتها بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وذلك إثر صدام حصل بعد مرور موكب للقوات اللبنانية، امام مركز التيار الرئيسي، واستفزازات من جانب القوات لفت اليها الجيش في بيانه الصادر ليلا.
استفزازات بلغت أوجّها بين الطرفين. استفزازات، لم ينوجد عاقل واحد للجمها من جانب الطرفين، وصلت لاطلاق نار في الهواء... لا عاقل واحدا الّا المراسل الصحافي ادمون ساسين.
ساسين الذي كان أوّل الواصلين الى مكان الحدث، لعب دور المراسل والاطفائي في آن. رفض استصراح أحد، رفض اخراج الاحتقان من الشارع الى الشاشة فمنازل المتابعين، رفض أن تكبر كرة الثلج هذه، في حين سقطت في الفخّ محطات أخرى... حتى انه ذهب أبعد وطلب من المصور عدم نقل الشتائم وتصوير الهدوء وانتشار الجيش في عز اشتعال الإشكال.
أدرك ساسين، وهو العليم بتاريخ الامور وحاضرها، أن شرارة واحدة كفيلة كانت باشعال البلد لولا تدخل الجيش بقوة كبيرة وانتشار اكثر من ألف عسكري في المنطقة. طلقة رصاص واحدة، لو أصابت أحد الموجودين، كانت لتعيد الذاكرة الجماعية الى نقطة خطيرة.
تفادى الصحافي الامر. لعب دورا أكبر من المطلوب منه. وكأنّ ساسين حمل عن عاتق آخرين، حِمل السلم الأهلي. وعي عبّر عنه ساسين، نجى بالبلاد من خفّة المستفزّين والمُستفَزين.
وعي، يستحق ساسين الشكر عليه من رئيس التيار جبران باسيل ومن رئيس القوات سمير جعجع، لانه لعب دورا لم يلعبه الا بعد مرور اكثر من نصف ساعة على الإشكال.
ساسين كان القدوة الاعلامية للجميع، وسياسة الـ"ال بي سي آي" في هكذا تغطيات واضحة بالتهدئة ومنع الفتن وتخفيف الاحتقان في الشارع.
أيها الزميل إدمون: "إنت معلم في الإعلام".