بعد اكثر من 20 يوما على استقالة الرئيس حسان دياب على وقع انفجار مرفأ بيروت المروّع، جرى تكليف السفير اللبناني لدى المانيا الدكتور مصطفى أديب لتشكيل حكومة جديدة، يوم أمس. ولا يخفى على احد الضغط الدولي لا سيّما الفرنسي لتسهيل عملية التكليف والتي جاءت بالمناسبة قبيل ساعات قليلة من زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثانية الى لبنان.
وبعد عملية التكليف، خرجت تصريحات فرنسية بغاية الاهمية على لسان الصحافي الفرنسي الشهير جورج مالبرونو والذي يرافق الرئيس ماكرون الى لبنان، حيث كشف عبر صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أنّ ماكرون كان يعمل مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب على فرض عقوبات ضد شخصيات لبنانية، وذلك بهدف الضعط لحلحلة الأمور في الداخل اللبناني وعبر الأقطاب السياسية الأبرز، مشيرا الى انّ من بين المستهدفين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ومستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي، بالإضافة الى بنات الرئيس ميشال عون. يبدو إذا أنّ ماكرون أراد ان يثبّت جدّيته التي اظهرها خلال لقائه الزعماء السياسيين اللبنانيين في قصر الصنوبر في خلال زيارته الأولى للبنان أعقاب انفجار المرفأ.
وبالعودة الى الرئيس المكلف مصطفى أديب، الذي يحمل الجنسية الفرنسية والذي شغل منصب مدير مكتب رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، تُطرح علامة استفهام قانونية عن تكليفه رئاسة الوزراء في حين انّ أديب لم يتقدّم بإستقالته كسفير للبنان في إلمانيا.
يقول خبير قانوني في حديث لموقع LebanonOn انّه في العادة، عندما يتمّ توزير موظفين في الدولة يتمّ تجميد مهامهم في الوظائف التي تركوها الى حين عودتهم مرة اخرى الى مكان عملهم على خلفية استقالة ايّ حكومة يشاركون فيها.
ويتابع: "هذا الأمر حصل بالفعل، خصوصا عندما يتمّ تعيين قضاة على رأس الوزارات، ولكن يمكن للموظف الذي طرح اسمه للتوزير ان يستقيل من وظيفته ليتفرّغ نهائيا لعمله الحكومي".
هل هذا الوضع ينطبق على حالة تكليف أديب؟
يؤكد الخبير القانوني انّ "عملية التكليف التي حصلت يوم أمس لا تلزم الرئيس المكلف ان يتخلّى عن مهامه الاخرى في حال كان موظفا في الدولة، كون مرسوم التكليف يصدر عند تأليف الحكومة ايّ انّ اديب يمكنه اذا أراد ان يستقيل من منصب السفير ان يتريّث الى حين الانتهاء من مسار تشكيل الحكومة".
ويضيف: "امّا اذا اراد العمل من جديد في منصبه لدى السفارة اللبنانية في برلين بعد الانتهاء من فترة ولايته الحكومية، يمكن تجميد مهامه في السفارة وتوكيل موظف آخر القيام بها الى حين انتهاء ولايته".