لم تتنفّس بعد بلدة قرطبا الصعداء. لم تتمكّن من التقاط أنفاسها بين الحزن والآخر. منذ أيّام ودّعت شربل حتّي ونجيب حتّي وشربل كرم، واليوم تودّع شهيدا جديدا سقط اثر انفجاء الرابع من آب.
اليوم ودّعت قرطبا عمانوئيل صقر، الذي استسلم بعد أسابيع من الصراع مع جروح انفجار الرابع من آب. وكأن صراعه ضدّ مرض السرطان لم يكن كافيا. يوم انفجار الرابع من آب، ادّى العصف الى سقوطه عن فراشه في أحد طوابق مستشفى الروم حيث كان يتلقّى العلاج من الخبيث. طار من سرير المرض واستقرّ في موقف السيارات، مضرجا بالجروح والكسور التي انهكت جسده. لم يتمكن من الصمود كثيرا ورحل.
لم تشفع فيه المقاومة، ولم يشفع فيه ما اكتسبه من بطولة في مصارعة السرطان. كلّ جولات المقاومة سقطت أمام حياته. رحل... ولكنه رحل الى جوار الرب. على رجاء القيامة.