تشهد منطقة شرق حوض المتوسط تصاعدا ملحوظا في الحضور الدولي لا سيّما ذلك الآتي من اوروبا بزعامة فرنسية لمواجهة التمدّد التركي المستفحل في مياه المتوسط لنبش الآبار النفطية ومحاولة الانقضاض على الثروات الهائلة الموجودة في ليبيا.
ويمتلك لبنان أهمية استراتيجية بالغة انطلاقا من موقعه الجغرافي، ومن الثروة النفطية المُكتشفة في بحره. ولذلك يربط كثيرون قدوم البوارج العسكرية الاجنبية الى الساحل اللبناني، في عملية اعادة تموضع النفوذ الدولي في هذه المنطقة، والتي يتوقّع لها ان تشهد المزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة.
وانطلاقا من هنا تحدّث الخبير العسكري والاستراتيجي العميد ناجي ملاعب لموقع LebanonOn عن حضور فرنسا وبريطانيا في لبنان، وعن السبب الرئيسي لوجودهما العسكري قبالة الساحل اللبناني.
واكّد ملاعب انّ "الحضور الأوروبي الرسمي أو العسكري لم يكن مستغربا، اذ لفت الى أنّ "الانتشار اللبناني شكّل رافعة كبيرة في الاغتراب للاهتمام بهذا البلد، وأسهمت مشاركة هؤلاء في انتفاضة 17 تشرين في الاعتصامات الغاضبة في معظم عواصم العالم لا سيما في اوروبا، في التعاطف مع شعب لبنان وقد اثبتت معظم الدول اهتمامها بعد الكارثة التي حلّت بهذا البلد في انفجار المرفأ".
وتابع: "فيما خص الفرنسيين، فالمواكبة الحثيثة لتنمية قدرات الجيش والقوى الأمنية اللبنانية لم تنقطع يوما، وزيارات القطع البحرية الفرنسية تكاد تكون منتظمة وهناك تمارين مشتركة سنوية على شواطئنا مع البحرية اللبنانية... وكذلك الأمر مع الطليان المشاركين في قوة اليونيفيل البرية والبحرية ولا ننسى أن روما استضافت مؤتمرا لتنمية قدرات الجيش حضره رئيس الوزراء في حينه نجيب ميقاتي".
واضاف: "تساهم بريطانيا مع الألمان في إنشاء وتجهيز وتدريب افواج الحدود البرية، ومما لا شكّ فيه ان سرعة الحضور العسكري البحري أسهم في عمليات البحث والإنقاذ، واستفاد لبنان من عمليات المسح في الشواطئ القريبة والبعيدة للعثور على أدلة تساعد في التحقيق".
دور عسكري مستقبلي للبوارج الاجنبية مقابل الساحل اللبناني!؟
ومن ناحية التساؤل حول دور عسكري مستقبلي لهذه القطع البحرية، رأى العميد ملاعب انّ "هذا التساؤل صحيح وفي محله، فإنّ المتوسط منطقة تزخر بكميات هائلة مكتشفة حديثا من الغاز الطبيعي، وأوروبا متعطشة لهذه المادة وهناك تنافس كبير وصل إلى حد الصراع بين تركيا - مدعومة من أميركا - وبين اليونان مدعوما من الاتحاد الأوروبي".
وقال ملاعب: "لا ننسى أن ما جرى ويجري في سوريا لم يحسم حتى اليوم مسألة خطوط الغاز المخطط لها المرور في هذا البلد، سواء الغاز القطري عبر السعودية والاردن إلى سوريا ليلتقي بخط الغاز العربي القادم من مصر عبر الاردن ومن سوريا إلى اوروبا عبر تركيا".
واعتبر العميد ملاعب انّ "التواجد العسكري الأوروبي والذي يكتمل بالفرقاطة الألمانية على الساحل الليبي هو لحماية وصول الغاز إلى القارة العجوز سواء من ليبيا أو من مصر أو إسرائيل واخيرا لبنان "المحجوزة" ثروته حتى يحسم وضعه السياسي "المختطف" لصالح محور إيران وهذا ما قد يكون السبب الأساسي للوجود العسكري للبحرية الاوروبية"، بحسب ملاعب.