عندما اتخذ النائب نديم الجميل قرار الاستقالة من المجلس النيابي، بعد انفجار مرفأ بيروت، اضطر النائب سامي الجميل والنائب الياس حنكش، من اللحاق بخطوة نديم، منعا للاحراج، ولا سيما أن النبض الشعبي بعد انفجار الرابع من آب والنبض الكتائبي بعد خسارة الكبير المتمثلة بخسارة امين عام الحزب نزار نجاريان، كان مشجّعا للاستقالة.
في حينها اعتبر النواب الثلاثة أن من شأن الاستقالة الدفع باتجاه استقالات أخرى، على قاعدة إحراج الأحزاب الأخرى ولا سيما المعارضة منها، كالقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي. الأمر الذي لم يحصل. بالاضافة الى ذلك، تلقّف رئيس المجلس النيابي نبيه برّي جوّ الاستقالات بالضغط باتجاه استقالة الحكومة، وعقد جلسة سريعة للمجلس النيابي لتلاوة الاستقالات النيابية والحدّ من الموجة. وهو أمر نجح به.
نتجية الخطوة إذا، وبعكس التوقعات، اتت مغايرة لتوقعات الكتائب. قُبلت الاستقالات. تمّ توقيع مرسوم اجراء انتخابات فرعية من قبل وزير الداخلية.
وفي حين أن النقاش لا يزال دائرا حول امكانية اجراء الانتخابات من عدمها، جاء لافتا موقف النائب السابق نديم الجميّل بالامس، والذي قال إنه لن يترشح لأي انتخابات فرعية ما دام النظام الحامي للسلاح ممسكا بالبلاد.
ولكن عمليا، هل يكون فعلا هذا سبب القرار بعدم الترشح؟ أم أن نديم يدين لسامي بإنقاذه من انتخابات فرعية بعدما "ورّطه" إن صحّ التعبير باستقالة غير محسوبة النتائج؟ في الواقع إن كان الوضع الانتخابي لنديم الجميّل في الاشرفية –لو قرّر الخوض بانتخابات فرعية- مريحا نسبيّا، الّا أن الوضع متنيا صعب على الكتائب اللبنانية ولا سيما ان جرت الانتخابات وفق نظام أكثري. عمليا هو بغنى عن خوض معركة شرسة تشير معطياتها الى امكانية الخسارة، والتورط في مثل هذا الامر قبل انتخابات العام 2022.
وبذلك وبالخلاصة، يكون النائب نديم الجميل ضحى بإبنه عمه سامي ومن خلفه الياس حنكش نيابيا، وقدم هدية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وهي عبارة عن 3 مقاعد نيابية مسيحية اثنين في المتن وواحد في الاشرفية بالاضافة الى مقعد ارمني في الاشرفية سيحصل عليه الطاشناق، في حال جرت الانتخابات الفرعية، لا سيما في ظلّ عدم حماسة المجتمع المدني لخوض الانتخابات الفرعية، قبل خوض معركة في الشارع لتغيير قانون الانتخابات.