بعد استقالته من مجلس النواب، بات النائب السابق نعمة افرام امام معركة فرعية حتمية في كسروان وهي معركة وجود بالنسبة له، فهو بات امام خيارين لا مفر منهما، إما ان ينتظر الانتخابات العامة ويقول انه لن يترشح الى اي انتخابات فرعية بسبب الظروف السياسية والنظام الاكثري فيها، واما ام يهبّ الى معركة "كسر عضم" في وجه التيار الوطني الحر، الذي سيقوم بحشد كل قواه "لتلقينه درسا لا ينساه".
في هذه المعركة، إن جرت الانتخابات الفرعية، وقرّر افرام الخوض فيها، عدّة معطيات يجب النظر اليها.
أوّلا في قوّة افرام الانتخابية: في العام 2018 نال نعمة افرام 10717 صوتا تفضيليا من ضمن لائحة التيار الوطني الحر، الذي تحالف معه انتخابيا. وفي الواقع فإن لافرام قوة انتخابية كبيرة، جمعها في سنوات طويلة من العمل السياسي والخدماتي لأبناء منطقة كسروان والجوار.
ثانيا، وضع التيار الوطني الحرّ عامة: لا شك في أن التيار الوطني الحر قد خسر من شعبيّته في الآونة الأخيرة، ولكن النواة الصلبة الانتخابية للتيار، لا تزال عينها. وفي المقابل، وفي الحسابات الانتخابية، يقول افرام في مجالسه انه جيّر اصواتا للتيار لمساعدته في الانتخابات الماضية، ولكن ماذا إن نزل التيار بمواجهة افرام؟ الارقام تشير الى أن النائب شامل روكز حصد 7300 صوتا في الانتخابات الماضية والنائب روجيه عازار 6793 صوتا، ومجموع الاصوات، يساوي نحو 14 الف صوت تزيد أو تنقص تبعا للمزاج الشعبي المعارض حاليا للتيار بشكل عام.
ثالثا، موقف فريد هيكل الخازن: لتصور واضح ايضا لنتيجة الانتخابات إن حصلت لا بدّ من الالتفات لموقف "عديل" نعمة افرام فهل سيفتح الخازن مكينته ويجيشها من اجل افرام؟ ربما نعم، في محاولة واضحة لكسر التيار في معقله المسيحي في كسروان بطلب خاص من النائب السابق سليمان فرنجية الذي يخوض معركة رئاسية في وجه التيار الوطني الحر.
رابعا، موقف منصور البون: اين سيقف النائب السابق منصور غانم البون الذي يملك 6589 صوتا في كسروان؟ هل سيقف البون الى جانب العهد ام سينتقم ايضا بعد سحب اصواته وفوز روجيه عازار مكانه في العام 2018 بفارق 200 صوت فقط؟
خامسا، موقف القوات اللبنانية: القوات اللبنانية حصدت في كسروان 10.000 صوت في المرة الماضية للنائب شوقي الدكاش، وبالتالي فإن قوّة دفعها الانتخابية تعتبر ذي اهمية كبيرة في اي معركة. وفيما التباعد السياسي والشخصي كان سمة المرحلة الماضية بين افرام والقوات، فإن أي تقارب يعني ان افرام سيخوض مجددا تجربة دخول كتل نيابية وسيكون من ضمن كتلة "الجمهورية القوية"، وهو ترك التيار الوطني الحر لأنه يريد ان يكون مستقلا. لذلك قد يكون ايضا للقوات اللبنانية مرشحها الخاص، تحاول عبره جس نبض تقدمها شعبيا في الشارع المسيحي، واذا وجدت نفسها في خطر قد لا ترشح احدا وقد تقف على الحياد وتحاول من تحت الطاولة مدّ افرام بالأصوات لكسر التيار الوطني الحر انتخابيا وهو أمر يصبّ في مصلحتها، وعندها ستدخل الانتخابات العامة بقوة، عن طريق تحجيم التيار، المنتكس أساسا، وأهالي كسروان يتأثرون بهكذا أمور.
وفي هذا الوقت، يبقى التيار الوطني الحر يجري حساباته ما اذا كان سيرشح احدا ام لا، ولديه في جعبته مرشحة قوية بنت شعبية كبيرة على الشاشات، وقد تكون الوزيرة السابقة ندى البستاني، والتي وعبر تحالفات شخصية مع شخصيات كسروانية سيخوض بها التيار اشرس معركة انتخابية في تاريخه في وجه كل من المستقلين والاحزاب كلها.
لكن اذا شعر التيار بالخطر الحقيقي الذي قد يؤثر عليه فهو لن يرشح احدا وسينسى هذا المقعد حتى موعد الانتخابات العامة الحاصلة سواء في العام 2022 أو العام 2021، إن حصل ونجحت القوى السياسية، ومن بينها القوات، في معركة تقليص ولاية مجلس النواب.