أريبيان بزنس-

أعلنت سلسلة مقاهي ستاربكس العالمية عن تحول جذري في سياستها، حيث ستشترط الشراء لاستخدام مرافقها اعتباراً من 27 يناير 2025، منهيةً بذلك سياسة “الأبواب المفتوحة” التي اتبعتها منذ عام 2018. ويأتي هذا القرار ضمن استراتيجية شاملة للتجديد تحت قيادة الرئيس التنفيذي الجديد، برايان نيكول، الذي انضم للشركة في أغسطس 2024.

أطلقت الشركة “مدونة سلوك المقهى” الجديدة التي ستُعرض بشكل واضح في جميع فروعها بأمريكا الشمالية. وتحظر المدونة سلوكيات محددة مثل التمييز والتحرش والعنف واللغة المسيئة واستهلاك الكحول الخارجي والتدخين والمخدرات والتسول. وأكدت المتحدثة باسم الشركة، جاسي أندرسون، أن القواعد الجديدة تهدف إلى خلق بيئة أكثر أماناً وترحيباً للعملاء الذين يختارون الاستثمار في منتجات السلسلة.

يأتي هذا التحول في أعقاب تحديات متزايدة واجهتها الشركة، بما في ذلك تراجع المبيعات العالمية بنسبة 7% في الربع الرابع من 2024، إضافة إلى مخاوف متعلقة بسلامة الموظفين والعملاء، وتكرار حوادث السلوك المزعج وتعاطي المخدرات في بعض الفروع. ولضمان تطبيق السياسة الجديدة بفعالية، خصصت ستاربكس 40 ساعة تدريبية لمديري الفروع، كما ستدرب موظفيها على التعامل مع المخالفات بأسلوب مهني.

وفي إطار هذا التحول، تقدم الشركة خدمات جديدة مثل إعادة ملء القهوة مجاناً للعملاء داخل المقهى، كما تعمل على تحديث تصميمات مقاهيها وقوائم الطعام لتعزيز تجربة العملاء. وقد انقسمت ردود الفعل حول القرار الجديد، فبينما يرى المؤيدون أنه سيخلق بيئة أكثر أماناً وراحة، يخشى المنتقدون من احتمالية التمييز واستبعاد الفئات الضعيفة التي كانت تعتمد على ستاربكس كملاذ آمن.
ومع امتلاكها لأكثر من 36,000 فرع في 80 دولة، تدرك ستاربكس الأثر الواسع لهذا التغيير. وتؤكد الشركة التزامها بإيجاد توازن دقيق بين مسؤوليتها الاجتماعية والحاجة إلى نموذج أعمال مربح، مع مواصلة التركيز على قيم التنوع والمساواة والشمول في عملياتها.

يعكس هذا القرار التحديات المعقدة التي تواجه تجار التجزئة في المناطق الحضرية، حيث تتقاطع قضايا التشرد والصحة النفسية والسلامة العامة مع العمليات التجارية. وستكون طريقة تعامل ستاربكس مع هذه القضايا الحساسة نموذجاً قد تحتذي به شركات أخرى تواجه تحديات مماثلة في قطاع تجارة التجزئة والضيافة.