محمد عبد الرحمن -LebanonOn
بمباركة دولية وعربية وتوافق واجماع داخلي طوينا ملف الرئاسة مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً لعهد ينتظره كافة اللبنانيين، ومن ثم المفاجأة الثانية بتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة جديدة، حكومة يعول عليها الشعب اللبناني بإعادة اعمار ما هدمته الحرب الاخيرة، واعادة أموال المودعين، وفتح تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، وعودة الحياة الاقتصادية للبلد.
ثمة ملفات وتحديات تنتظر العهد الجديد والحكومة العتيدة، ولكن كان لافتاً موقف "الثنائي الشيعي" يوم أمس من قصر بعبدا عندما اتخذ قراراً بعدم تسمية أحد للحكومة اللبنانية، وهذا ما طرح عدة أسئلة واشكالات وتكهنات لدى البعض.
في هذا الاطار، كشف الصحافي والكاتب السياسي وجدي العريضي في حديث عبر موقع LebanonOn عن أن "بعد تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة العتيدة ليس هناك اي انقلاب على الطائفة الشيعية الكريمة كما يقال وينقل، ودليل على ذلك الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام من قصر بعبدا، التي كانت واضحة لناحية عدم اقصاء او الغاء أحد بقوله: "لست من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة والشراكة الوطنية، ويديّ الاثنتان ممدودتان للإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار"؛ وما يؤكد ذلك، زيارته الى قصر بعبدا والتي تعتبر خارطة طريق لعهده في الحكومة، وبيانها الوزراي".
وشدّد العريضي على أن "نواف سلام مناضل قديم ومعروف بوطنيته وعروبته وليس هناك أي عملية اقصاء، وبحسب معلوماتي ان الاتصالات جارية على قدم وساق من أجل أن يصار لدخول الثنائي الشيعي الى الحكومة وهذا ما سيحصل حيث الترتيبات تتجهز، والرئيس سلام من الشخصيات التي تعمل على الوحدة الوطنية وموثوق ومشهود له في هذا الاطار".
بالنسبة للانفتاح العربي والسعودي على لبنان ولاسيما بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف السفير نواف سلام بتشكيل حكومة، رأى العريضي أنه "عندما يأتي شخص موثوق به كقائد الجيش بهذا الاجماع الوطني والتوافق الدولي والعربي ونظراً لكل التهنئات والبرقيات التي تلقاها من كبار المسؤوولين، إضافة الى زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان المرتقبة، هذا يدل على اهتمام سعودي كبير بلبنان ولا ننسى ان مواصفات المملكة لانتخاب الرئيس كانت تصب باتجاه العماد جوزيف عون ووصوله عبارة عن تقاطع أميركي سعودي وبمباركة من الخماسية".
وأضاف: "مؤشر آخر، وهو افتتاح سفارة الامارات في لبنان في وقت ليس ببعيد، وأيضاً الكلام المريح عن لبنان من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، كما أنّ شركات الطيران العربية والخليجية ستعاود رحلاتها الى العاصمة بيروت مرفقة بذلك رفع الحظر عن سفر رعايا دول الخليج الى لبنان وهذا يعتبر مؤشراً مهماً وهناك مساعي جارية في هذا الاتجاه".
وتابع: "وبحسب المعلومات أيضاً أن المملكة العربية السعودية ستحرك بعد تشكيل الحكومة الاتفاقات التي سبق ووقعت مع لبنان وستدخله في البحبوحة والازدهار وعلى الجميع أن يدرك أن هناك جاليات لبنانية لها وزنها وحضورها في السعودية والامارت وقطر، وهؤلاء يشكلون عصب الاقتصاد اللبناني ويقومون بتحويل الاموال الى ذويهم بحوالي 7 مليار دولار سنوياً، وهذا كله يعني ان الاهتمام السعودي بلبنان بعد المستجدات الاخيرة سيعيد لبنان دولة القانون ودولة المؤسسات كما كانت في حال الرئيس الراحل فؤاد شهاب".
وأضاف العريضي: "نتطلع الى الزيارة الاولى التي سيقوم بها الرئيس جوزيف عون الى السعودية وسيكون، وله زيارة الى أبو ظبي وسائر دول الخليج العربي"، مشيراً الى أنّ "هناك مؤشرات بإعادة عجلة السياحة في لبنان من خلال وصول أعداد كبيرة من الاشقاء الخليجيين الى الربوع اللبنانية حيث لهم العديد من الممتلكات"، مؤكداً في ختام حديثه أنّ "لبنان قد وضع على السكة الصحيحة".