رشيد الحداد - الأخبار
رداً على التهديدات الإسرائيلية بعدوان جديد قد يطاول اليمن، صعّدت قوات صنعاء عملياتها العسكرية البحرية والجوية ضد الكيان الإسرائيلي. وبالتزامن مع أنباء عن تنفيذها هجوماً عسكرياً في البحر العربي، أعلنت قوات صنعاء، على لسان متحدثها الرسمي، العميد يحيى سريع، أمس، عن عملية عسكرية جديدة طاولت هدفاً حساساً للعدو في منطقة يفنه في أسدود جنوب فلسطين المحتلة. وأشار سريع إلى أن العملية الجديدة التي وصفها بالنوعية نُفّذت بواسطة طائرة مسيّرة، مؤكداً أنها حقّقت هدفها بنجاح، وأنها تأتي ضمن «المرحلة الخامسة» من مراحل إسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. كما أكد سريع أن اليمن سيواجه «أي عدوان إسرائيلي بالمزيد من العمليات العسكرية النوعية»، في ما يمثل رسالة واضحة بأن أي عدوان إسرائيلي جديد لن يوقف جبهة الإسناد اليمنية لغزة، حتى يوقف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
واعترف جيش الاحتلال بالهجوم اليمني الجديد، مؤكداً أن الدفاعات الجوية لم تتمكّن من رصده، وبالتالي لم يتم إطلاق صفارات الإنذار، وجرى فتح تحقيق بذلك. وأشار إلى أن طائرة مسيرة أطلقت من اليمن انفجرت في شقة في يفنه، لكنها لم تتسبّب بإصابات. وأفادت خدمة إسعاف «نجمة داوود الحمراء»، بدورها، بأن «دخاناً كثيفاً تصاعد من شرفة الطابق العلوي من المبنى»، وأن «دماراً حل بالشرفة»، من دون الحديث عن إصابات. وهذه العملية التي نُفّذت عن بعد أكثر من 2200 كيلومتر، هي الثانية في غضون 48 ساعة، بعد إعلان صنعاء مساء الأحد، تنفيذ هجوم عسكري بالاشتراك مع «المقاومة الإسلامية في العراق» ضد هدف حيوي في جنوب فلسطين المحتلة بعدد من الطائرات المسيّرة؛ كما أنها الرابعة منذ مطلع الأسبوع الجاري. وهي تؤكد عدم تأثر جبهة الإسناد اليمنية بالأحداث الجارية في سوريا، وعدم تراجعها بعد تأكيد الولايات المتحدة نشر نحو 2000 جندي على الحدود اليمنية - السعودية، وقيامها بنصب دفاعات جوية أميركية في مناطق واقعة جنوب المملكة تبعد عن صنعاء نحو 600 كيلومتر، بهدف إحباط أي هجمات يمنية على الكيان.
التصعيد يتزامن مع تصريحات مسؤولين عسكريين إسرائيليين عن ترتيبات لشن عدوان كبير على اليمن
وقال مصدر عسكري مطلع، لـ»الأخبار»، إن «العملية الجديدة أكدت أن قوات صنعاء تمتلك قدرات عسكرية تمكّنها من استهداف أي هدف في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما حملت رسالة إلى العدو الإسرائيلي بأن وتيرة الهجمات اليمنية تغيّرت لتصبح شبه يومية»، مؤكداً «خلوّ البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي من أي سفن تابعة للكيان الإسرائيلي أو مرتبطة به، وهو ما يؤكد إحكام الحصار اليمني البحري على الملاحة الإسرائيلية». وجاء التصعيد اليمني الأخير، في ظل تداول وسائل إعلام عبرية، أمس، تصريحات لمسؤولين عسكريين إسرائيليين تتحدّث عن ترتيبات يقوم بها الكيان لشن عدوان كبير على اليمن.
تزامن ذلك مع كشف العدو عن تصاعد الأضرار الناتجة من استمرار الحظر اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. إذ أقرّ مسؤول في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، في حديث إلى صحيفة «معاريف»، بخطورة الهجمات اليمنية على البنى التحتية لإسرائيل، وأشار إلى أن «تدخّل اليمن إلى جانب غزة كان مفاجأة للكيان»، مضيفاً أن «أحداً لم يتوقّع قبل الحرب أن يكون التهديد من اليمن بهذا الشكل». وتحدّث المسؤول عن أن القوات المسلحة اليمنية «حاولت تدمير البنى التحتية الحيوية لإسرائيل مثل الموانئ البحرية في أسدود وحيفا وإيلات ومنصات الغاز»، مضيفاً أن «اليمن أطلق أكثر من 300 صاروخ ومسيّرة ضد أهداف إسرائيلية منذ بداية الحرب». وأوضح أن «الطائرات المسيّرة تُعتبر صعبة بشكل خاص في ما يتعلّق بأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. والإسرائيليون ليس لديهم شعور كاف بالأمان، لأن هناك تحدياً في اكتشاف ومعرفة المكان الذي تحلّق فيه تلك الطائرات».