داود رمال - الأنباء الكويتية
تمر مفاوضات وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية بمرحلة دقيقة، خصوصاً مع زيارة الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين الى لبنان، والتي حملت في طياتها الكثير من الإشارات والتحديات.
وتناول مصدر ديبلوماسي في بيروت زيارة هوكشتاين من زاوية الدور الأميركي، وقال لـ"الأنباء": "تأتي زيارة هوكشتاين ضمن مساعٍ أميركية مستمرة لاحتواء التصعيد في لبنان ومنع توسع الجبهات العسكرية، بالتزامن مع استمرار الحرب على قطاع غزة، ما يهدد استقرار المنطقة بأسرها. وبمجرد انتقال هوكشتاين من بيروت الى إسرائيل، يتضح أن الهدف الرئيسي هو بناء أرضية مشتركة لإرساء هدنة طويلة الأمد، إلا أن العقبات أمام تحقيق هذا الهدف لا تزال كثيرة".
وحول التدخل الخارجي وتأجيل إطلالة الشيخ نعيم قاسم التي كانت مقررة امس الاول واذيعت امس أوضح المصدر: "شهدت الساعات الماضية تواصلاً خارجياً مؤثراً مع الجانب اللبناني، اذ وردت معلومات عن تدخل دولي وإقليمي طلب عدم ظهور الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الإعلامية. والهدف من هذا الطلب كان منع إسرائيل من استغلال أي تصريحات قد تُعيد المفاوضات الى نقطة الصفر، وهذا ما أسفر عن تأجيل الإطلالة بناءً على مشاورات بين لبنان وإيران. هذا الحدث يعكس حجم الضغوط الدولية والإقليمية التي تُمارَس لتجنب انهيار المساعي الديبلوماسية".
وعن التحديات أمام هوكشتاين وإمكانية النجاح، أكّد المصدر "ان نجاح هوكشتاين في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يعتمد على عدة عوامل، أبرزها:
أولاً: موقف إسرائيل، اذ انه وعلى رغم محاولات الدفع نحو التهدئة، هناك مخاوف من أن تلجأ إسرائيل إلى تفجير أي اتفاق بهدف إطالة أمد الحرب لتحقيق أهداف استراتيجية في الجبهات المختلفة.
ثانيا: التنسيق مع حزب الله، اذ يُعد موقف المقاومة اللبنانية عاملاً حاسماً، ولا يمكن التوصل إلى اتفاق من دون ضمان التزام كافة الأطراف به.
ثالثاً: التوازنات الإقليمية، ذلك ان أي اتفاق سيعتمد على التفاهمات بين القوى الإقليمية المؤثرة، لا سيما إيران التي ترتبط بعلاقة مباشرة مع حزب الله".
وأشار المصدر الى ان "إسرائيل تبدو في ظل تزايد الضغوط الداخلية والخارجية في موقف معقد. وتسعى الى تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية في سياق حروبها المفتوحة، وهي تدرك خطورة المضي بالحرب على الجبهة اللبنانية من دون سقف زمني. هذا التوازن الهش قد يدفعها الى التعامل بحذر مع المقترح الأميركي. وفي الوقت عينه، لا يمكن استبعاد احتمالية استخدامها أي مبرر لتفجير الوضع وعرقلة الجهود".
ورأى المصدر "أننا أمام مرحلة اختبار للديبلوماسية الدولية، ويبقى مصير المفاوضات معلقاً على قدرة الأطراف الدولية، لا سيما واشنطن، على ممارسة ضغوط فعالة لتحقيق تهدئة شاملة. ومع استمرار المحادثات، يتضح أن المرحلة الحالية ليست مجرد اختبار للقوة العسكرية، بل للديبلوماسية الدولية في إدارة نزاع معقد يجمع بين مصالح إقليمية ودولية متداخلة".