حسين صالح - LebanonOn
تشهد الجبهة الجنوبية تراجعا لجنود العدو منذ اليومين الماضيين، وذلك بسبب استهدافات عناصر حزب الله بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة لتجمعات تحاول التوغّل إلى القرى والبلدات الحدودية.
"الجيش الذي لا يُقهر" لا يستطيع تثبيت مواقع في جنوب لبنان أمام أصحاب الأرض خلال شهر كامل، رغم الدعم اللامتناهي والصمت الدولي المريب أمام كل المجازر التي يرتكبها بحق المدنيين.
"بأي لحظة قد يستسلم العدو وغالانت يحلم".. هكذا بدأ العميد الركن المتقاعد نضال زهوي حديثه لـLebanonOn، مضيفا أن "الاختلافات كثيرة داخل جيش الكيان، والفرق 98 و91 و36 مضعضعة ومنهكة ما أدى إلى تراجعها".
وأشار زهوي إلى أن نظام القتال تغيّر عن بداية المعركة، فقد أصبح هناك تنسيقا أكبر بين القوات الهجومية والدفاعية، ما يمنع العدو من الدخول إلى القرى ولا يمكنه تحقيق اختراق في لبنان من محور الجنوب وعليهم البحث عن محور آخر".
وتابع زهوي أن "العدو قد يحاول الدخول من محور الجولان لكنه سيتفجأ بالمقاومة هناك، وسيقوم بنقل فرقتين إلى البقاع الغربي ما يسهّل للمقاومة الدخول إلى البلدات في القطاع الغربي أو الأوسط لإجبار العدو على الخروج من الأراضي اللبنانية".
وفيما يخص التفخيخ والتفجير الذي يقوم به العدو الإسرائيلي في القرى الحدودية، أوضح زهوي أن "القرى التي تتم فيها هذه الأعمال هي قرى مسيطر عليها بالنيران من جانب الطرفين"، مشيرا إلى أن "في هذا النوع من المعارك تتحول المراقبة من نقطية إلى بقعية".
في سياق آخر، توقّع زهوي أن يكون هناك المزيد من عمليات الإنزال كعمليات خاصة، وهذا لا يُعد إنجاز لأن ذلك ليس ضمن أرض المعركة".
وعن قدوم قاذفة الصواريخ B52 إلى المنطقة، رأى زهوي أن "هذه الخطوة هي رسالة إلى إيران لتتراجع عن قرار ردها على الأراضي الفلسطينية المحتلة"، لافتا إلى أن "ذلك يعود إلى أن هذه القاذفة قادرة على إطلاق عدد كبير من الصواريخ بالإضافة إلى أنه بإمكانها أن تحمل صاروخ Tomahawk ، بعدما رفض عدد من الدول العربية أن تتحول إلى قاعدة أميركية لإطلاق الصواريخ".
وأكد زهوي أن "إيران اتخذت القرار بالرد على إسرائيل سواء قررت الولايات المتحدة أن تتدخل أم لا، بالإشارة إلى أن العدو ليس لديه إمكانية لإطلاق صاروخ التوماهوك، فإذا أُطلق تكون واشنطن هي الفاعلة".
تتحوّل المعركة يوما بعد آخر إلى إقليمية ابتداء من فلسطين فلبنان، مرورا بالعراق واليمن، وصولا إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بوجه الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب، والمشهد العام يقول إن التكنولوجيا كلها مع المحور الغربي، لكن من يعلم ما تخبّئ الأيام من مفاجآت... فالشيطان يكمن في التفاصيل.