محمد عبدالرحمن - LebanonOn
في حادثة غريبة ومميتة وقعت في لبنان، انفجرت الآلاف من أجهزة "البيجرز" وبعض الاجهزة اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله، وذلك في وقت واحد في جميع أنحاء البيئة الحاضنة له يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين، وأسفرت الانفجارات عن وقوع العديد من الشهداء والجرحى.
من الممكن القول أن هذه الحادثة شكلت ضربة كبيرة لحزب الله، اذ تم اختراق شبكة الاتصال الخاصة به وقام العدو الاسرائيلي بتفجيرها، وأصبحنا أمام عدة تساؤلات: هل من الممكن أن يخرق العدو الاسرائيلي أجهزتنا بشكل كامل، ومن ضمنها الهواتف الذكية والحواسيب؟
في هذا السياق، أشار الكاتب والاعلامي السوري ابراهيم شير من طهران، الى أن "الخرق الذي حصل يمكن اعتباره خرق طبيعي خصوصا عندما نحارب أقوى دولة في العالم اي الولايات المتحدة الاميركية وليس فقط الكيان الاسرائيلي".
وفي حديث عبر موقع LebanonOn، قال شير: "لدى اسرائيل تطور تكنولوجي عالي المستوى في مجال التجسس وأكثر من دولة عربية اشترت برامج تجسسية من اسرائيل، وهذا الامر لا يخفى على أحد، وبالتالي اسرائيل استطاعت عبر علاقاتها مع أميركا بالقيام بهذه العمليات التجسسية".
وتابع: "بالتالي عملية الخرق او العملية السيبرانية التي تعرض لها لبنان عبر استهداف أجهزة "البيجرز" هي عملية مشتركة بين اقوى دولتين في المنطقة الآن، واستطاع حزب الله احتواء هذه العملية بصورة سريعة وكبيرة، لاننا اذا أردنا المقارنة بين عدد أجهزة "البيجرز" الموزعة ضمن البيئة الحاضنة للحزب والمؤسسات المدنية التابعة له وعدد الاصابات فان عدد الشهداء قليل جدا".
هل من الممكن أن تقوم اسرائيل بمثل هذه العمليات على أجهزة "الايفون"؟
ولفت ابراهيم شير الى ان "غالبية الاجهزة الآن تعتمد على بطاريات الليثيوم هي عبارة عن سلاح متنقل وقنبلة موقوتة، وهذه الاجهزة في حال تعرضت لحرارة عالية جدا، واستطاعت اسرائيل خرقها بموجة اتصالات معينة وارسلت كمية ثقيلة من البيانات على مدى معين، من الممكن أن تنفجر هذه الهواتف بايدي حاميلها".
وتابع: "أما السؤال هل من الممكن أن تقوم اسرائيل بتفجير هذه الاجهزة؟، ليس الأمر بالمستحيل ولكن مستبعد الآن وفي الوقت نفسه لايمكن القول بان اسرائيل لا تجرؤ على القيام بذلك".
وقال: "ان هذه الاجهزة لشركة "ابل" الاميركية التي تتعرض للمقاطعة من قبل البعض بسبب علاقاتها مع اسرائيل، ولكن من اللافت ان اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة خسرت الآن الكثير لان من كان يقاطع هذه المنتجات بسبب حملة المقاطعة سيمضي بذلك، أما الذي لم يقاطعها سيقدم الآن على ذلك خوفاً من هذه الاجهزة".
الحرب العالمية الثالثة: معالمها وهل هي حرب الكترونية؟
وأشار شير في حديثه الى أن "الحرب العالمية الثالثة او الحرب الكبرى لم تتبين او تتضح معالمها حتى الآن، ومن غير المعروف اذا حصلت ستكون حربا نووية او الكترونية او حرب "روبوتات". ولا بدّ هنا الاضاءة على انّ روسيا هي من بدأت في الحرب الالكترونية في أوكرانيا، لان الاسلحة الاميركية والغربية متطورة جداً أكثر من تطور الدفاعات الجوية الروسية واكثر من تطور القوات الروسية على الارض وهذه الاسلحة الاجنبية كانت موجهة الكترونيا سواء عبر الـ"Gps" أو عبر الاقمار الاصطناعية، فاستطاع الروسي في مرحلة ما من اختراق هذه الانظمة للاسلحة المضادة للطيران او المضادة للدروع والدبابات وعندما اخترقها اظهر عدم فعاليتها.
وتابع: "أيضاً اسرائيل لجأت الى هذه النوع من الحروب واختراق أجهزة الاتصال في هذه المرحلة، أما في المرحلة المقبلة من الممكن أن نرى قدرتها على اختراق السيارات الكهربائية من خلال فكّ شيفرتها؛ ونلاحظ انتشار هذا النوع من السيارات في المجتمعات العربية".
وأضاف: "لم نصل بعد الى التحقيقات النهائية من موضوع "البيجرز"، ونحن امام احتمالين، اما ان تكون الشحنة قد وصلت مفخخة ام تم اختراقها بموجة اتصال واحدة وتم الدفع بكمية كبيرة من البيانات لكي تنفجر".