عزت ابو علي – LebanonOn
قبل أحد عشر عاماً شهدت عاصمة لبنان الثانية مدينة طرابلس تفجيرين في مسجدي التقوى والسلام نجم عنهما حوالي الـ 50 شهيداً والـ 800 جريح في أعنف حادث منذ نهاية الحرب اللبنانية.
القضاء اللبناني قال كلمته ووجَّه أصابع الاتهام مباشرة إلى النظام السوري بالوقوف خلف الحادث، وأشار بشكل واضح إلى تورطه عبر النقيب في فرع فلسطين محمد علي علي والمسؤول في فرع الأمن السياسي ناصر جوبان.
وكان القضاء صارماً بضرورة معرفة من يقف خلف رجلي الأمن في سوريا، وهو عمل على توقيف ومحاكمة 5 متورطين من منطقة جبل محسن المعروفة بولائها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة يوسف دياب والذي نفَّذ العملية الإرهابية بنفسه بواسطة جهاز تفجير عن بعد.
يقول الكاتب السياسي أحمد الأيوبي في حديث لموقع LebanonOn، إن تعاطي الحكومة اللبنانية مع الأمر مخجل على جميع المستويات، ابتداء من الأمور اللوجستية وسط غياب القدرات للتعامل مع هكذا حوادث لغاية اليوم ولم تتعلم الدولة الدرس مما حصل وتستمر بعدم توفير الفِرَق القادرة على التعامل مع هذه الكوارث.
وعلى المستوى الأمني يرى الأيوبي أنَّ هناك تردّد وتكبيل للقوى الأمني بشكل غير مباشر للابتعاد عن فكرة كشف الحقيقة كما يحصل في كل تفجير أمني خطير وعند كل اغتيال، وهو ما أدَّى إلى عدم القبض على جميع المطلوبين والمشتبه فيهم وصولاً إلى تمكّن رفعت عيد من الفرار إلى خارج لبنان.
ويُبدي الأيوبي استغرابه من تجاهل الحكومة بعد 11 عاماً على الجريمة مسؤولية النظام السوري عن ارتكابها رغم وضوح مسؤولية مشاركته بالأمر عبر رئيس جهاز أمني رسمي في هذا النظام، حتى أن الحكومة لم تصدر بياناً يُدين ويشجب هذا الإرهاب الرسمي السوري بحق مدينة لبنانية.
وبعد 11 عاماً على الجريمة يكشف الأيوبي عن أنَّ الضحايا والمصابين الذين بالمئات ممن تعطَّلت حياتهم لم ينالوا أية تعويضات من الدولة اللبنانية، واتهمها بالتعاطي بسياسة التخلي والتغافل والتجاهل عنهم، بينما تعاطت في ملفات أخرى بمعيار التبني الكامل، أمَّا أهل طرابلس الذين تعرَّضوا من قبل النظام السوري للأسر والاغتيال والتعذيب والقتل فلم يتم الالتفات إليهم على الرغم من أنَّ كل المعتدى عليهم تعرضوا لانتهاكات أتت من الخارج.
ويأسف الأيوبي لوجود شركاء في الوطن ممن صمتوا عن هذه الجريمة وهو ما لا يُؤَمِّن حياة وطنية سليمة في ظل تأييد هؤلاء بحسب تعبيره للإجرام والسكوت عن انتهاكات حقوق الإنسان.
ويختم الأيوبي حديثه بالتذكير بأنَّ هذه الجريمة ليست الأولى بحق طرابلس من قبل النظام السوري الذي اغتال في الثمانينيات من القرن الماضي "خليل عكاوي" المعروف بـ "أبو عربي"، والمجزرة الكبيرة التي راح ضحيتها ما بين 700 إلى 1000 مواطن من أبناء باب التبانة والتي استمرت لمدة أسبوع وهي مشابهة بحسب الأيوبي لما ارتكبه العدو الإسرائيلي في صبرا وشاتيلا، وشدَّد على أن طرابلس لن تنسى ولن تسامح من ارتكب الجرائم بحق أبنائها وتخلَّى عنهم.