عزت ابو علي - LebanonOn
منذ بداية عملية طوفان الأقصى يُلاحق العدو الإسرائيلي قادة المقاومة وكوادرها من غزة مروراً بلبنان واليمن والعراق وسوريا وصولاً حتى إيران، بغية تصفية من يصفهم بأخطر الرجال على الكيان.
لا يُعرف عن هؤلاء الكثير فهم بغالبيتهم يعملون في الظل، ولا تظهر التفاصيل إلَّا بعد اغتيالهم.
في مدينة صيدا جنوبي لبنان نفَّذت إسرائيل مآربها وقامت باغتيال العميد خليل المقدح أحد أقوى رجال حركة فتح في لبنان وفلسطين.
شكَّل اغتيال المقدح مفاجأة في الساحتين اللبنانية والفلسطينية، لكنَّ الدور الذي يلعبه الرجل منذ عقود من الزمن خرج إلى العلن بعد وفاته، ليُبَيِّن أهميته.
مصدر مطلع في حركة فتح في لبنان كشف في حديث لموقع LebanonOn عن أنَّ الشهيد المقدح يلعب دوراً محورياً مهماً في الساحتين اللبنانية والفلسطينية، سواء على المستوى السياسي، الأمني والعسكري.
يُعتبر الشهيد المقدح صلة الوصل بين جميع الفصائل الفلسطينية في لبنان وكان دوره يتركز على تقريب وجهات النظر فيما بينها خاصة بين أكبر حركتين فلسطينيتين (فتح وحماس) على امتداد لبنان بشكل عام ومخيم عين الحلوة بشكل خاص، وكان يعتبر الإطفائي الذي يُعتمد عليه لمعالجة المشاكل بأنواعها.
ولعب المقدح دوراً أمنياً بارزاً في لبنان بوصفه أحد أهم الضباط الفلسطينيين، حيث يُعتبر صلة الوصل بين حركة فتح وحماس بالإضافة إلى حزب الله، حيث كان على قدرٍ عالٍ من التنسيق مع هذه الأطراف.
المقدح كان يقف خلف وحدات شهداء الأقصى في لبنان وهي كتائب عسكرية تنضوي تحت راية فصائل المقاومة الفلسطينية التي تناضل ضد العدو الإسرائيلي، لكنَّ دور الرجل لا يقتصر على ساحة لبنان، بل، فلسطين المحتلة أيضاً وتحديداً الضفة الغربية المُحتلة، فالمقدح يُعتبر الداعم الأكبر لهذه الكتائب داخل فلسطين وهو المسؤول الفعلي عن إمدادها بالسلاح منذ مدة طويلة انطلاقاً من لبنان، وهو ما أثمر عمليات موجعة تنفِّذها هذه الكتائب ضد الاحتلال الإسرائيلي داخل الضفة.
اعتبر العدو الإسرائيلي بحسب المصدر أنَّ الشهيد المقدح أحد أخطر الرجال على كيانه، لذلك عملت استخبارات الاحتلال خاصة جهاز الشاباك على ملاحقته ومتابعته أمنياً بغية تصفيته.