عزت ابو علي – LebanonOn
في وقت يبحث فيه لبنان عن زيادة إنتاجه الزراعي للتقليل من الحاجة إلى الاستيراد، بغية وقف نزيف العملات الصعبة وتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي في ظل ظروفه الصعبة، يقضم الباطون مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية خاصة في منطقة البقاع، الذي يُعتبر سهلها خزان لبنان الاستراتيجي من المواد الغذائية.
شكاوى عدة ليست وليدة اليوم عن بناء عشوائي في سهل البقاع، لكن الأمر يتفاقم بشكل مستمر جرَّاء اجتياح الباطون لمناطق شاسعة من السهل، هذا بالإضافة إلى وجود مخيمات النازحين السوريين في قلب السهل، وهذا ما أدَّى بحسب مصدر مطلع إلى اقتطاع أجزاء واسعة منه لهذه الأعمال، هذا فضلاً عن تسرّب مياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية ومياه الري والتي أثَّرت بشكل سلبي على المزروعات وبالتالي سلامة الغذاء.
موقع LebanonOn تواصل مع مصدر مطلع على القضية وأكَّد أن غالبية البناء يتم من دون تراخيص، وشدَّد على أنَّ أية تراخيص للبناء لا بدَّ وأن تُسجَّل في نقابة المهندسين، والتي تُلزم المنتسبين إليها بالتزام القوانين فيما خصَّ المواصفات والبناء وهي لا تمرر أية رخصة غير مطابقة للقوانين اللبنانية المرعية الإجراء، وشدَّد المصدر على أن أي مهندس يُخالف تعليمات النقابة بهذا الخصوص يُحال إلى التحقيق على الفور.
البناء العشوائي في الأماكن الزراعية لا يُعد المشكلة الوحيدة، في ظل غياب الرقابة للتأكد من المواصفات اللبنانية لضمان سلامة الأبنية، بل، تظهر في لبنان مع تكرر الهزات الأرضية مشكلة الأبنية الآيلة للسقوط، لذا كشف المصدر عن أنَّ نقابة المهندسين ولأول مرة قامت بالشراكة مع ليبنور بإنشاء لجنة (T.C98) بغية إحصاء المباني غير الصالحة.
إحصاء يُشكل الخطوة الصحيحة الأولى على درب الإصلاح خاصة إذا ما اقترن بقوانين ملزمة وتسهيلات لإعادة الترميم، والإصلاحات اللازمة للسلامة العامة، لتجنيب لبنان كوارث لا تُحمد عقباها.