عزت ابو علي – LebanonOn
منذ أن أوغل العدو الإسرائيلي في اعتداءاته اليومية على قرى الجنوب اللبناني وصولاً حتى الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، ومع تهديداته المستمرة بشنّ حرب مدمّرة على لبنان، وفي ظلِّ تعقيدات المشهد في الشرق الأوسط وعدم وصول مفاوضات الحلّ إلى تفاهمات، سارع أبناء الجنوب والضاحية للبحث عن أماكن أكثر أمناً تحسّباً لأي جنون من قبل العدو الإسرائيلي.
وسط ذلك باتت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي حيزاً للردود والردود المضادة بين النازحين وأبناء المناطق الأُخرى التي تُعدُّ نسبياً أكثر أمناً لقاصديها.
موقع LebanonOn استطلع آراء العديد من أبناء هذه المناطق الذي أكَّدوا أن أبناء الجنوب هم أخوة لهم، ولا يكنون لهم إلا كل المحبة والترحاب في مناطقهم لأنَّ المشكلة توحّد ولا تفرّق.
لكن أبناء هذه المناطق حملوا بعض العتب على ما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي ضد من أسموهم بمثيري الفتن، دون أن يغفلوا عن ذكر هواجسهم التي أتت على شكل أبعاد أمنية، مالية وسياسية.
على المستوى الأمني، يخشى أبناء هذه المناطق من تأجير أي شخص دون الاستفسار عن هويته، وهم يبررون تصرفهم هذا بالخوف من أن يكون المُستأجر من كوادر المقاومة نتيجة ملاحقات العدو الإسرائيلي لهم أينما كان.
مالياً، يقول أبناء هذه المناطق للمعترضين على بدلات الإيجار بإنَّ المسألة عرض وطلب، ويُذكِّرون إياهم أنَّ إيجار أي بيت صغير في القرى الحدودية التي نزحوا منها يتراوح يومياً ما بين 100 إلى 300 دولار أميركي أي ما بين 3000 وحتى 9000 دولار شهرياً، وبالتالي لا داعي لإثارة البلبلة بشأن قيمة الإيجارات التي تعتبر طبيعية بحسب الأماكن المُختارة من قبل النازحين، علماً أنَّ هذه الإيجارات أيضاً هي مرتفعة في مناطق صور والنبطية وبالتالي لا داعي لتصوير الأمر على أنَّه استغلال لأبناء طائفة معينة من قِبَلِ ابناء طوائف أُخرى.
على المستوى السياسي لا يُمكن إغفال الانقسام العامودي في لبنان بين الأطراف، خاصة وأنَّ مواقف زعماء الأحزاب والتي يعتبرها المناصرون مقدسة، عادت لتطل براسها من جديد وسط هذه التجاذبات خاصة الاتهامات المتبادلة بالتخوين من قِبَلِ الأطراف لبعضها البعض، فضلاً عن التعطيل الذي شلَّ المؤسسات وضرب الاستحقاقات الدستورية والهجوم على رموز طائفية ودخول بعض المناطق فيما سبق بات مادةً للمعايرة خاصة وأنَّ التجاذبات تتم بغالبيتها من قِبَلِ أُناس يتأثرون كثيراً بهذه الأحداث، وعلى الرغم من اتخاذ بعض الزعامات مواقف تتجاوز كل ما سبق ذكره، إلَّا أن الفرد المعترض على هذه المواقف يقول الأمور كما هي، وبالتالي فإنَّه بات من الضروري أن تُعيد الأطراف السياسية خاصة التي تُتهم بالعنجهية وفائض القوة النظر بالممارسات بكل هدوء وبرودة أعصاب، بهدف القضاء على الكراهية، فَسَوق الناس بالمواقف لم يعد نافعاً، فكل ردَّة فعل خلفها فعل معين، وسياسات الترقيع مضى عليها الزمن واستغلال الأحداث بحثاً عن رصيد معين عند طرف مُستفيد بات أمراً مفضوحاً.