عزت ابو علي - LebanonOn
لا يمر يوم إلَّا ويخرق العدو الإسرائيلي بطائراته الحربية جدار الصوت فوق مختلف الأراضي اللبنانية، مسبباَ الذعر بين المواطنين.
حزب الله وفصائل المقاومة في لبنان الذين يخوضون حرباً مع العدو منذ الثامن من تشرين الأوَّل الماضي، نجحوا حتى الآن بالردّ على النار بالنار.
الحزب الذي اعتاد على المفاجآت التي وضعت العدو في مأزق كبير واستنزاف أكبر، هل تصل به الأمور حدّ الردّ على جدار الصوت بمثيله فوق الأراضي المحتلة؟
بدايةً يشرح الباحث في مركز الدراسات الإنتروستراتيجية العميد الركن نضال زهوي في حديث لموقع LebanonOn كيفية حدوث جدار الصوت، قائلاً " إنَّ الطائرة النفَّاثة تُنتِجُ موجات في الغلاف الجوي، وتبلغ سرعة الصوت 340 متراً في الثانية، لذا فعند تبدّل سرعة الطائرة بمعنى وصولها إلى سرعة الصوت فإنَّها تخرج من هذه الموجات وتخرق ما يُسمى جدار الصوت وتتسبب بهذا الدوي الهائل"، فكيف إذاً يُمكن للحزب القيام بذلك؟
يؤكد العميد زهوي أنَّه لا توجد لدى المقاومة بنى تحتية لمطارات تنطلق منها طائرات نفاثة ولا حتى هذه الطائرات، ولكن بإمكانها خرق جدار الصوت من خلال احتمالين:
الأوَّل: إمكانية استحصال المقاومة على طائرة مُسيَّرة تستطيع التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت لذا فإنَّ تغيّر السرعة يؤدي إلى خرق حاجز الصوت وإحداث الدوي القوي فوق الأراضي المحتلة.
الثاني: صاروخ مُصمَّم بطريقة تمكنّه من تبديل السرعات على غرار الطائرة النفَّاثة وعند مسيره فوق الأراضي المحتلة ووصوله إلى حاجز الصوت يتمكَّن من خرق جدار الصوت.
وعن الرابط بين تنفيذ العدو لخرق جدار الصوت واكتشاف شبكة الدفاع الجوي للمقاومة يؤكد العميد زهوي أنَّ الأمر غير دقيق، فالعدو عندما يحلّق بطائراته حتى دون خرقه لجدار الصوت يحاول التقاط إشارات رادارية من منظومات الدفاع الجوي كما كان يحصل في سبعينينيات القرن الماضي ويعمد إلى تدميرها، لكن المقاومة اليوم متيقظة لهذه المحاولات لذا فإنَّها لا تزال تُطلق صاروخاً واحداً على كل هدف جوي لتأمين تخفي المنظومات وهو ما يُعيق العدو من الوصول إلى هذه المنظومات، لذلك فإنَّ المقاومة لا تعمد إلى الردّ عبر منظومة متكاملة على هذه الأهداف، لتُبقي أعين العدو بعيدة عن مكان ورصد الدفاعات الجوية مما يؤدي إلى فشله في التعامل معها.
تفعيل المنظومة المتكاملة يُمكن أن يتم عند اندلاع حرب شاملة، ولكن قد تسقط احتماليات المواجهة الشاملة بحسب العميد زهوي في حال كان الردّ لقوى المحور على جرائم الاحتلال مؤلماً وهو ما سيدفعه إلى قبول التفاوض بشروط المحور إذا نجح بترميم قدرة ردعه بناءً على الأهداف التي ستُقصف والنتائج المتأتية من خلال ذلك.
أهداف ونتائج تتأنَّى دول المحور خاصة إيران في اصطيادها فالاستعجال ليس في صالحها، لأنَّها تخطط لضربة فعَّالة بالإضافة إلى التنسيق التفصيلي مع قوى المحور لضمان نجاح الرد والأهم من ذلك كله اتخاذ إيران الإجراءات المناسبة لحماية مواقعها الحسَّاسة المُفترض استهدافها بعد الردّ، وهو ما يُفسِّر المناورات الإيرانية حول عدد من الأماكن وفي مقدمتها المنشآت النووية.