عزت ابو علي – LebanonOn
عندما اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره السوري بشار الأسد مؤخراً، كشف الزعيم الروسي بناءً على معلومات استخبارية هامَّة عن أن الأوضاع في الشرق الأوسط تميل نحو التصعيد الخطير بناءً على نتائج تسارع الأحداث والعرقلة المستمرة للمفاوضات.
لم تقف الأمور عند هذا الحدّ ليظهر الخبر الآخر عن زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة العربية السورية العماد عبد الكريم محمود إبراهيم إلى إيران، ليلتقي أرفع القادة العسكريين هناك وفي مقدمتهم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري.
ماذا في الدلالات والتوقيت؟
يقول الخبير العسكري السوري اللواء الركن محمد عباس في حديث لموقع LebanonOn إنَّه بات من المؤكد أنَّ الغرب يبحث عن إشعال بؤر الحرائق في كل مكان، ويرى أن التصعيد الأخير لم يكن من طرف العدو الإسرائيلي فحسب بغية جرّ المنطقة إلى حرب إقليمية، بل، من الأميركي الذي يلعب على حافَّة الهاوية، فيهدّد المنطقة بحرب إقليمية كما روسيا ويوصل الرسائل بأنَّ هذه الحرب من الممكن ألَّا تبقى محصورة ضمن الإقليم وربما تتوسَّع إلى أبعد من ذلك، إذ أنَّ تغطية واشنطن لجرائم تل أبيب، وممارساتها العدوانية في الشرق الأوسط التي لا ترقى بعد إلى حرب إقليمية بعد، فالأميركي يُحقِّق أهدافاً استراتيجية انطلاقاً من أهداف تكتيكية محدودة لغاية اليوم.
ويُشدِّد اللواء عباس على أنَّ الهدف الأساسي للولايات المتحدة الأميركية هي روسيا وحليفتها الصين بغية طرد الأولى من المياه الدافئة وتكبيل الثانية في جنوب شرق آسيا وقطع الطرق عليها نحو الشرق الأوسط، من خلال تحدي روسيا حين قرَّرت أميركا تدمير سوريا منذ العام 2011، ومضايقة الصين على حدودها الجغرافية البريَّة والبحريَّة.
سوريا التي كانت ولا تزال تُشكِّل هدفاً لواشنطن وتل أبيب على حدّ سواء، تدرك جيداً أنها غير بعيدة عن حرائق المنطقة، لا بل هي وبحسب اللواء عباس في قلب المعركة، ومن هنا تأتي الزيارة العسكرية رفيعة المستوى لإيران بهدف التصدي للمشروع القادم بناءً على ما كشفه بوتين، فالإسرائيلي ينتظر الردّ على جرائمه في بيروت وطهران لاتخاذه ذريعة للانتقال نحو خطته المقبلة بدعم أميركي لإشعال الحرب الإقليمية.
وضمن هذا الإطار، لا يستبعد اللواء عباس تحوّل الاشتباك بين الجيش العربي السوري والعدو الإسرائيلي من حرب عبر وكالائه في الداخل السوري منذ العام 2011 إلى مواجهة مباشرة في جبهة الجولان، ويُشدِّد على أنَّ موازين القوى بيد من يمتلك الأرض أي محور المقاومة وليست بيد من يمتلك الطائرات والمدمرات في إشارة إلى أميركا وكيان الاحتلال، ويكشف اللواء عباس عن أنَّ دول محور المقاومة اليوم قادرة على التعامل مع هذه الأهداف عبر وسائط الدفاع البحري فروسيا زوَّدت دول المحور بصواريخ "ياخونت" التي تتميَّز بمداها الطويل الذي يصل إلى 800 كيلومتر، وهو ما يُفسِّر نأي عدد من البوارج الأميركية بنفسها عن المواجهة خاصة ما حدث في البحر الأحمر، وهو ما يُدركه الرئيس الأميركي جو بايدن جيداً والذي يُجَرُّ إلى الحروب خدمةً لإسرائيل، دون إخفاء الريبة من محاولة واشنطن جرّ المنطقة إلى ما لا تُحمد عُقباه بهدف تصفية المقاومة.
ويرى اللواء عباس أنَّ انخراط روسيا في الحرب بشكل مباشر إلى جانب حلفائها سيكون حتمياً، لأن موسكو أعلنت مراراً وتكراراً أنَّ أيَّة هزيمة لهم في مطلق جبهة هو سقوط لها، ويُشدِّد على أنَّ موسكو تُدرِك جيداً أنَّ إخراجها من المياه الدافئة في طرطوس ومجالها الحيوي في حميميم السورية إن تمّ فهذا يعني أنَّها لن تعود إلى هناك أبداً، وبالتالي ستبقى أسيرة خلف مضيق البوسفور، وهذا ما لم ولن تقبل به روسيا مهما كلَّف الأمر.