عزت ابو علي – LebanonOn
منذ عودته من الولايات المتحدة الأميركية استشعر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو جرعات الدعم الكبيرة لكيانه، من خلال ما سمعه من المسؤولين في واشنطن.
نفَّذ نتنياهو ضربات كبيرة يبدو أنها أُعدت سلفاً وانتظرت الغطاء الأميركي مُتذرِّعاً بحادثة مجدل شمس، فهو قام باغتيال المسؤول العسكري رقم 1 في حزب الله فؤاد شكر في معقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، ومن ثم قتل الرجل الأوَّل في حركة حماس إسماعيل هنية داخل مقر أمني شديد الحراسة تابع للحرس الثوري الإيراني في قلب العاصمة طهران وأثناء حفل تنصيب رئيسها الجديد، تزامناً مع قتل عدد من خبراء المُسيَّرات في جرف الصخر في العراق وتنفيذ قواته الجوية عدواناً على ميناء الحديدة اليمني التابع لحركة أنصار الله الحوثية بالإضافة إلى معاودة الاعتداءات على العاصمة السورية دمشق.
كل هذا وضع محور المقاومة أمام خيار واحد وهو ضرورة توجيه ردّ مؤلم لكيان الاحتلال على جرائمه المُتصاعدة وتحديه غير المسبوق لقوى هذا المحور مجتمعة.
يقول مصدر ميداني في محور المقاومة في حديث لموقع LebanonOn إنَّ موجبات الردّ وضعت كل قوى المحور أمام مسؤولياتها، وتتمثَّل بعدم تفريط المقاومة في لبنان بقواعد الاشتباك المعمول بها منذ نهاية حرب العام 2006، وحماية الضاحية الجنوبية لبيروت وإبعادها عن الصراع لأهميتها الاستراتيجية لحزب الله، وتنفيذ تهديد السيد حسن نصر الله الذي فرض معادلة الضاحية مقابل حيفا أو تل أبيب لتأكيد منظومة الردع المُفَعَّلَة منذ بداية الحرب لذلك سيكون الرد قاسياً أكثر من المُتَوَقَّع، ومنع التمادي الجريء لإسرائيل خصوصاً بعد انكشاف نقاط ضعفها وقوتها أمام قوى المحور الذي نجح باستنزافها خلال عشرة أشهر، وتأكيد الردع الإيراني وقوته في حماية أراضيها وحلفائها خاصة بعد اغتيال هنية على أراضيها، وترميم الثقة بقدراتها خصوصاً بعد حادثة مروحية الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، وتكذيب الشائعات التي تحاك ضد إيران بأنَّها ضحَّت بإسماعيل هنية مقابل مصالح أُخرى، وترميم قوة الردع اليمني والعراقي بالشكل المطلوب.
وعن شكل الردّ المتوقع يؤكد المصدر بأنَّه سيكون بالتكافل والتضامن من قبل كافة قوى المحور بشكل حاسم وقياسي جدَّاً، حيث ستتولى القوات اليمنية التعامل مع المنشآت البترولية والكهربائية، أمَّا العراقية فستقصف الموانىء البحرية، فيما ستعمل إيران وحزب الله على ضرب الأهداف العسكرية ذات القيمة العالية في أراضي كيان الاحتلال.
واستبعد المصدر أن تكون الضربة سريعة ما لم تكن محضَّرة سلفاً وتحاكي حرباً متعددة الجبهات، ويلزمها الكثير من التنسيق التَّفصيلي، بسبب العوامل التقنية المؤثِّرَة على مثل هكذا عمليات كالقبة الحديدية التي يجب استنزافها قبل وصول الصواريخ أو المقذوفات التي تحقِّقُ التأثير المُناسب والفَعَّال.
ويرى المصدر ضرورة نجاح هذه العمليات في توفير ردع حقيقي للكيان الصهيوني، لأنَّ الفشل سيجرّ المنطقة إلى حرب طويلة قد تخلّف الأعباء القاسية على جميع قوى المحور حتى ولو حقَّقت نتائج عسكرية وقد تكون أهداف العدو المقبلة منشآت إيران النووية في حال فشل الردّ، ويُشدِّدُ المصدر على أنَّه في حال نجحت قوى المقاومة بتوفير ردّ فعَّال فإنها ستجني ثمارَ ثلاثه أهداف أولّها الردع الفعَّال للمحور، ثانيها إجبار كيان الاحتلال على حلّ قضية غزة ووقف العدوان والجلوس على طاولة المفاوضات وثالثها التفكّك التلقائي لنظام الكيان المؤقت.