عزت ابو علي – LebanonOn
منذ أن اتخذت الجماعة الإسلامية في لبنان قراراها بالمشاركة في التصدي للعدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وإسناد غزة التي تتعرَّض لأشرس حرب على امتداد تاريخها، باتت الجماعة محطَّ أنظار القوى السياسية في لبنان، وتعرَّضت الجماعة لسيلٍ كبير من الاتهامات من العديد من هذه القوى لكنها لم ترد.
يقول نائب رئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية الدكتور بسام حمود في حديث لـ LebanonOn إنَّ العلاقة بين الجماعة وجميع القوى والأحزاب والشخصيات السياسية على تنوعها مبنية على الحوار، "فرؤيتنا السياسية التي أطلقناها في العام 2017 ونقوم بتطويرها حالياً تحت مسمى رؤية وطن تؤكد على الانفتاح على كل الطَّيف اللبناني، وحكماً ومن باب أولى النواب السُنة جميعاً لأننا حريصون اليوم وبشكل كبير على إعادة ترتيب البيت السني واستنهاضه على أساس الشراكة ورفض التفرّد، والتواصل مع جميع النواب السُنة موجود للوصول إلى قناعات وقواسم مشتركة تخدم المصلحة العامة، مع التأكيد على ثوابتنا الوطنية والفكرية والسياسية وعملنا المقاوم ضد العدو الإسرائيلي".
ومع كثرة الحديث عن تسلّح الجماعة وتعزيز ذراعها العسكرية "قوات الفجر" تطمئن الجماعة اللبنانيين على الدوام بأنَّ سلاحها لن يكون موجهاً إلّا إلى إسرائيل ولن يُستخدم في أية لعبة داخلية، فسلاح الجماعة موجود منذ ثمانينيات القرن الماضي أي في عزِّ الحرب الأهلية إلَّا أنَّه سُجِّلَ لها عدم استخدامه في هذه الحرب بل كانت وجهته ضد قوات إسرائيل التي اجتاحت لبنان حيث توجَّت الجماعة جهدها العسكري بتحرير مدينة صيدا ودحر الاحتلال عنها.
لا تلعب الجماعة الإسلامية دور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين حزب الله وأطراف لبنانية أُخرى، بل تقوم بعرض وجهات نظرها ورؤيتها السياسية الداخلية للأطراف، فاللقاءات مع حزبي القوات اللبنانية والكتائب تمَّت قبل اللقاء بين أمين عام الجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وهي تجري بعيداً عن الإعلام.
ويؤكد الدكتور حمود في حديثه لـ LebanonOn أنَّه "زار موفد شخصي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الجماعة الإسلامية حيث جرت جولة أفق حول التطورات الميدانية في ظل الحرب في جنوب لبنان وغزة وموقف الجماعه وقرارها في التصدي للعدو الإسرائيلي"، وانسحب ذلك على حزب الكتائب الذي التقى مع الجماعة الإسلامية التي عرضت لرؤيتها السياسية معه، والتأكيد على انفتاحها على كافَّة فرقاء السياسة في لبنان.