عزت ابو علي – LebanonOn
ليس كل ما يتمّ عرضه على وسائل الإعلام بخصوص الحرب المندلعة في جنوب لبنان يُشير إلى الحقيقة الكاملة لما يجري بين حزب الله وإسرائيل على الجبهة، فالحرب العسكرية تطوَّرت إلى مواجهة أمنية مفتوحة بين الطرفين على جميع الصُعد.
مع تطوّر مراحل الحرب نجحت المقاومة بحسب مصدر مطلع بتعزيز قدراتها لصدّ العدوان وردّ الصاع صاعين للعدو الإسرائيلي.
مع تصعيد العدو من اغتياله لقادة كبار في حزب الله ضمن حربه الأمنية، ردَّت المقاومة برسائل الهدهد تدريجياً عبر رسالة أولى ألحقتها بثانية أكثر عمقاً، لكنَّ الرد الصاعق كان في الشريط الأخير الذي عرضه الحزب لقاعدة جويَّة تبعد عن الحدود اللبنانية – الفلسطينية لمسافة تُقدّر بحوالي 46 كيلومتراً، لم يكن بحسب المصدر الميداني هذا الخرق إلا جزءاً في مسلسل الهدهد الذي سيمتد على خمسة أجزاء، لكنَّ الأخطر هو فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية بالتصدي لمُسيّرات الحزب رغم أنها من المُفترض أن تكون في حالة تأهب قصوى منذ الهجوم الإيراني.
الحرب الأمنية بين الطرفين عزَّزها الحزب هذه المرة عبر إفهامه للعدو الإسرائيلي بأنَّ الهدهد ليس كل شيء في حربه الأمنية، فعرضه لاسم قائد القاعدة ورتبته الذي يُعتبر سريِّاً في إسرائيل استنفر أجهزتها الأمنية على أعلى المُستويات كما أنَّ معرفته بأدق تفاصيل تشكيلات الضباط والوحدات العسكرية الخاصة أذهل إسرائيل وجعلها تعترف بسقوط نظرية السماء النظيفة والمنظومة الأمنية عالية الدقة التي اعتادت عليها لعقود طويلة من الزمن.
ويُشدِّد المصدر على أنَّ الحزب بات يسيطر أمنياً على شمال الأراضي المُحتلة بشكل كامل.
ويكشف المصدر في حديثه لـ LebanonOn عن أنَّ طائرة "شاهد 101" الصامتة التي يتعمل بمحرك كهربائي والذي يمتلكها الحزب وصلت إلى العمق الإسرائيلي ونفَّذت اغتيالات داخل إسرائيل إلَّا أن تل أبيب تكتَّمت عنها بالتوازي مع عدم إعلان الحزب عن ذلك.
ويُشدِّد المصدر على أن حزب الله حصل خلال هذه المعركة على أسلحة تتناسب والجهد الحربي وتُعتبر كاسرة للتوازن منها منظومة دفاع جوي متطورة جداً، وصواريخ تحمل رؤوساً كهرومغناطيسية بإمكانها عند انفجارها أن تُعطِّل كل منظومة الطيران والاتصالات في إسرائيل وتؤدي إلى تشويش كبير على وسائطها للهجوم والدفاع.
وفضلاً عن ذلك يكشف المصدر عن حصول الحزب على صواريخ تحمل رؤوساً انشطارية حسَّاسة بإمكانها أن تنفجر قبل وصول الصواريخ الدفاعية إليها وتوجيه القذائف إلى مكان الهدف المطلوب تدميره أو في أقل الاحتمالات محيط الهدف وبالتالي إلحاق أكبر قدر من الأذى فيه وإخراجه من المعركة.
ويؤكد المصدر أن المقاومة لا تريد الحرب الشاملة مع العدو الإسرائيلي والدليل عرضها لما استطاعت الحصول عليه من معلومات وبالتالي لو أنَّ لديها نيّة في حرب مفتوحة لتركت هذه المعلومات ضمن بنك أهدافها.
وعن تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب العاشر من مُحَرَّم بمعادلة المدني بالمدني أشار المصدر إلى أنَّ السيد نصر الله نجح منذ تهديده حتى اليوم بإدخال خمس مستوطنات ضمن هذه المعادلة وأنَّ السيد نصر الله قصد بذلك رفع أعداد النازحين في الأراضي المحتلة من المستوطنين من 120 ألف نازح إلى 180 ألفاً وهو أمر سيترك إسرائيل في مأزق كبير ألمح إليه وزير التعليم هناك حين قال إنَّه لن يكون هناك دراسة في إسرائيل هذا العام.
عندما خرقت المُسَيَّرة اليمنية "يافا" الأراضي المحتلة ووصلت إلى تل أبيب وانفجرت وصف الاحتلال الأمر بـ "طوفان أقصى 2" فهل ستكون إسرائيل مُجبرة في حال استمرار الحرب الأمنية بالاعتراف بأنَّ مرحلة الطوفان انتهت ودخلت مرحلة تسونامي الذي سيبتلعها؟.