المصالحة التركية - السورية: شروط مُسبقة ... رأس الجولاني أولاً

خاص ON | عزت ابو علي | Saturday, July 13, 2024 10:22:00 AM


عزت ابو علي -   LebanonOn

 

احتلت الأحاديث عن لقاء مرتقب بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان مساحات واسعة على مستوى العالم، إذ يُجمع المراقبون أنَّ هذا اللقاء الذي سيتم بوساطة عراقية - روسية مُشتركة سيُسهم بحل القضية السورية من جذورها.

 

يُعتبر أردوغان آخر عائق أمام بسط الأسد لسيطرته على كامل البلاد وإعلان نصره، فالزعيم التركي يسيطر بجيشه على مساحات شاسعة من غرب وشمال سوريا، ويرعى ما يُسمى الجيش الوطني السوري الذي يتألف من حوالي الـ 150 ألف مقاتل وتعتبرهم تركيا ذراعها العسكري في الحرب السورية.

 

ذراع يصعب بترها طالما أنَّ أردوغان لم يستثمرها بعد كورقة ضغط على الأسد لتبديد هواجسه، فالرجل بحاجة إلى تفويض رسمي سوري ومباركة روسية وغض نظر أميركي للقضاء على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وسحقها في شرق سوريا حتى آخر مراكز انتشارها بالقرب من الحدود العراقية، لقطع دابر الحلم الكردي بإقامة سلطة حكم ذاتي قد تكون مقدمة لفتح شهية أكراد تركيا في ولايتهم الـ 10 مستقبلاً لتكرار الأمر نفسه تحت ذريعة حرية تقرير المصير.

 

وإن كانت مهمة أردوغان في تفكيك الجيش الوطني السوري المُعارض لدمشق مهمة سهلة نظراً للسيطرة التركية المُباشرة عليه، فإنَّ تدميره للمنظمة الإرهابية "هيئة تحرير الشام" أو " جبهة النصرة" سابقاً المتواجدة في مناطق سيطرته لن تُعتبر كذلك نظراً لارتباطها الأيديولوجي بالقاعدة فزعيمها "أبو محمد الجولاني" بايع التنظيم منذ سنوات عدة حتى أنَّه رفض مبايعة زعيم "داعش أبو بكر البغدادي"، لصالح صديقه القديم "أيمن الظواهري".

 

لكن ما هي سُبُلُ تدمير المنظمة الإرهابية؟ وهل يكفي قتل "الجولاني" لإنهائها؟

 

يتميَّز "الجولاني" بشخصية قوية مكَّنته من السيطرة على المنظمة بشكل كامل فالمعارض لأي قرار أو مجرَّد اعتراض شخص ما مهما كان شأنه يعني أنَّ الموت مصيره المحتوم، فالرجل يُعتبر العامود الفقري لها، وكسره يعني شلّ حركتها بشكل تام.  

 

قبل 10 أيام كان الجولاني يجول في إدلب التي تُعَدُّ آخر معاقله، فتوقف الرجل لاحتساء مشروب تبيَّن فيما بعد أنَّه مسموم، لِيُنقَل على وجه السرعة إلى أحد المشافي في المنطقة وسط حراسة أمنية مشددة وتكتم شديد على الحادثة.

 

نجاة "الجولاني" من محاولة الاغتيال هذه لم تُحبط عزيمة من أراد قتله، حيث كشف مصدر سوري معارض في حديث لـ LebanonOn عن أنَّ "الجولاني" تعرض لمحاولة اغتيال للمرة الثانية في المشفى، حين قامت إحدى الممرضات بإعطائه جرعة أدوية غير معروفة، مما زاد من وضعه الصحي سوءاً.

 

ويؤكد المصدر أن المجموعة المسؤولة عن حماية "الجولاني" ألقت القبض على الممرضة فوراً وتمَّ اقتيادها إلى إحدى مراكز التحقيق الخاصة بـ "هيئة تحرير الشام" دون معرفة مصيرها.

 

"الجولاني" الذي يشكِّل عبئاً ثقيلاً على أنقرة سبق وأن وضعها في إحراج عندما خرجت أخبار قبل 5 أعوام تتحدَّث عن إصابته بشظية في رأسه ونقله إلى أحد مشافي ولاية "هاطاي" التركية لمعالجته، يومها نفت أنقرة وعلى لسان أعلى المستويات فيها الأمر، فالرجل يُعتبر من الإرهابيين الدوليين وعدم القبض عليه سيضع تركيا في موقف مُحرج أمام حلفائها الغربيين وفي مقدمتهم دول حلف شمال الأطلسي "الناتو".

 

محاولتا اغتيال في ظرف 10 أيام لأصعب عقبة تعترض لقاء الأسد - أردوغان، فهل اتخذ صانعو "الجولاني" وداعموه القرار بغسقاط هذه الورقة بعد انتفاء الحاجة إليها؟

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا