تريزا فخري - LebanonOn
كان عليك ان تكون متواجداً.
كان عليك ان تكون متواجداً كي يُنعش نبض الفن والألحان قلبك الذي صمتت الروح فيه.
وكي يحملك وتر صوتٍ مَجَّدَ الخالق، ممزوج بأنامل تجانست مع السحر والتاريخ، الى لبنانك الذي لطالما عرفته، غطّته غبار الردم والدم، ومن ثمّ أتتك هبة تعيد لذاكرتك الزمن الجميل.
اجتازت هبة طوجي بصوتها حواجز الزمن، رقصت على لحن الماضي والحاضر وتمايلت على نغم وريث عرش الرحابنة، وأطربت أُذُنَ الحضور بكلمات قصيدة صفصفها الملحن منصور الرحباني لكوكب الشرق أم كلثوم، الا ان القدر شاء ان تشدوا بهذه الكلمات حنجرة هبة طوجي.
حيث أعلن الموسيقار أسامة الرحباني ان قصيدة "عرفت أم لا"، كتبها والده منصور في السبعينيات، وأَعجبت ام كلثوم، الا انها طلبت والموسيقار محمد عبد الوهاب، تعديل كلمة واحدة في القصيدة، لكن منصور رفض الأمر.
وترك أسامة للحضور لغز معرفة الكلمة التي ولّدت الخلاف.
وتقول القصيدة:
عرفت أم لا كل شيء زائل
عيناك والأطفال والقوافل
الزهر لا يرجع مرتين
كذبت حين قلت مرتين
وأنا يا قمر الفرار
يا آتيا من سفر العينين
خوفا على إسمك
كتبته على كنيسة قديمة
كتبته على سفر النبؤات
على الإنجيل والأدعية الحميمة
سافرت في تهدج الأصوات
في تضرع العجائز
وفي صلاة البسطاء
كتبته إسمك مرتين
الزهر لا يرجع مرتين
كذبت حين قلت مرتين
جاؤوا من الظهيرة
فدخلوا الكنيسة
وركعوا وصلوا وقدموا نذورهم
وأحرقوا البخور إلا أنا
لا فضة لا ذهبا
كان معي إسمك
وضعته في علبة النذور
عرفت أم لا كل شيء زائل
عيناك والأطفال والقوافل
وُلِدَت القصيدة من جديد، من حنجرة هبة طوجي، وألحان أسامة، على مسرح جامعة سيدة اللويزة NDU، في 23 حزيران، وسط حضور سياسي، فني وإعلامي كبير، أسعدتهم هبة بروحها المرحة، وحبها للحياة الذي رافقها على المسرح، حيث أقيم الحفل الغنائي لمساندة الطلاب.
وأظهرت طوجي جزءاً من حياتها الخاصة على المسرح، لم يراه الجمهور سابقاً، هبة طوجي الأم، التي لم يغب عن بالها تاريخ ميلاد نجلها نائل الذي صودف وتاريخ إقامة الحفل في 23 حزيران، فعايدته بأغنية شاركها الجمهور بتأديتها.