عزت ابو علي – LebanonOn
قضايا الفساد في لبنان لا تُعد ولا تحصى وهي لم تعد محصورة ضمن جغرافيا البلد الذي يتخبط على جميع المستويات.
فالمغترب الذي ترك لبنان بحثاً عن لقمة العيش وقرر العودة للاستثمار في بلده وتنمية الاقتصاد، بات صيداً ثميناً لشركات الشحن الفاسدة التي تستغله على كافة الصعد.
المحامي شربل عرب الذي يتابع الموضوع قضائياً كشف لموقع LebanonOn عن أن العشرات من المغتربين يرسلون بضائع إلى لبنان بموجب بيانات جمركية صحيحة ومدققة ومدفوعة الرسوم بشكل كامل، إلَّا أن هذه البضائع عندما تصل إلى لبنان تختفي على الفور دون أن تصل إلى وجهتها الصحيحة، فماذا في الأسباب؟
يؤكد المحامي عرب أنَّ هذه البضائع محجوزة لدى الجمارك فعلياً، والسبب أنَّ بعض شركات الشحن تعمل على تهريب بضائع ضمن البضائع المُصرَّح عنها للمغترب، كالسيارات والدراجات النارية وبعض البضائع الممنوعة، وبالتالي عندما تصل الشحنة إلى لبنان تكتشف الجمارك أن البضائع الواردة في المحاضر هي أكثر من البضائع المُصرح عنها وبالتالي بات البيان الجمركي مزوراً، فتقوم الجمارك بضبط الشحنة بشكل كامل أي البضائع الصحيحة وغير الصحيحة.
موقع LebanonOn تواصل مع عدد من المغتربين في أستراليا حيث وصل عدد ضحايا شركات الشحن الفاسدة إلى 50 شخصاً، وروى أحد الضحايا وهو من بلدة جزين جنوب لبنان لـ LebanonOn ما حصل معه.
يقول أحد الضحايا إنَّه وبعد قضائه 46 سنة في أستراليا عاد إلى بلدته جزين في العام 2019 حيث اشترى منزلاً تراثياً كان على وشك الانهيار، وأطلق ورشة ترميم للمنزل بهدف تشجيع أولاده على الارتباط بوطنهم الأم لبنان، وبعد عمليات الترميم التي استمرت لأكثر من عامين، أمَّن المغترب المُقيم في مدينة سيدني أثاثاً للمنزل التراثي وقرر شحنه مع شركة في المدينة الأسترالية إلى لبنان، حيث عاد في الشهر الثامن من العام 2023 إلى لبنان وانتظر وصول الأثاث إلى جزين، ليتفاجىء أنَّ ما أرسله مع شركة الشحن لم يصل إلى وجهته الصحيحة حيث عمدت الشركة إلى إدخال بضائع غير مصرَّح عنها ضمن شحنته فعملت الجمارك على مصادرة الشُحنة بالكامل على اعتبار أنَّ البيان الجمركي منقوص للبضائع المُصرَّح عنها للدخول إلى لبنان.
وطالب المحامي عرب عبر موقع LebanonOn مديرية الجمارك العامة بالعمل على الإفراج عن البضائع الصحيحة ومصادرة غير الصحيحة منها، وأكد أنَّ على السلطات المُختصة ألّا تعاقب المغترب الذي يريد الارتباط بوطنه، وشدَّد على ضرورة أن يأخذ المعنيون الأمر بجديَّة قبل تفاقم الأمور.