عزت ابو علي – LebanonOn
خلال الكلمة الأخيرة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كان من اللافت تحذير قبرص من فتح قواعدها وأجوائها أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عدوان على لبنان.
لم يكن تحذير السيد نصر الله من فراغ، فالجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط والعضو في الاتحاد الأوروبي والقريبة جغرافياً من لبنان وكيان الاحتلال، ترتبط بعلاقات عسكرية وثيقة مع تل أبيب، مما يُمهد رُبَّمَا لاستخدام المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة لبنان، في حال استهداف حزب الله للمطارات الإسرائيلية وإخراجها من الخدمة.
العلاقات العسكرية الوثيقة بين قبرص وإسرائيل كشفت عنها إذاعة جيش العدو من خلال التمارين الذي يُجريها سلاح الجو الإسرائيلي مع نظيره القبرصي على الدوام.
يؤكد مصدر ميداني في محور المقاومة في حديث لـ LebanonOn أنَّه وقبل عملية طوفان الأقصى بحوالي عام و 4 أشهر وتحديداً في شهر أيار من العام 2022، توجَّه الآلاف من جنود جيش العدو وعلى رأسهم جنود الوحدات الخاصة إلى قبرص حيث أُجريت مناورات حملت اسم "شمس زرقاء" تحاكي هجوماً بحرياً وبرياً وجوياً واسعاً على لبنان.
وكشف المصدر عن أنَّ التدريب تركَّز حول قيام الجيش الإسرائيلي بالانطلاق بحراً من قبرص باتجاه السواحل اللبنانية القريبة والقيام بعمليات إنزال بحري على الشواطىء الجنوبية اللبنانية والسيطرة عليها، تمهيداً لتنفيذ اجتياح بري من محورين، الشاطىء الغربي للبنان وحدوده البرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
وركَّزت هذه المناورات بحسب المصدر على قيام قوات الإنزال البحرية للعدو باجتياح القطاع الغربي بشكل كامل، وصولاً حتى القطاع الأوسط حيث تلتقي مع القوات البرية المهاجمة من شمال فلسطين المحتلة وإيجاد خط رابط مع القوات المعادية المُتقدِّمة إلى القطاع الشرقي، ومن ثم تقوم هذه القوات بإعادة انتشار في القطاع الأوسط تمهيداً لتنفيذ اجتياح بري يصل إلى نقطة المصنع الحدودية في البقاع مع سوريا.
ويُشدِّد المصدر على أن كلام السيد نصر الله جاء في وقته لناحية قطع الطريق على تنفيذ هذا المخطط، وأكَّد على أن كل قوى المقاومة العاملة في الجنوب تستطيع مواجهة هذا العدوان نظراً للقدرات الصاروخية والقتالية التي تمكنها من التعامل مع الهجمات البحرية، البرية والجوية ولو بدرجة أقل بعد أن نجحت المقاومة بإسقاط العديد من الطائرات المُسيَّرة الحديثة للعدو الإسرائيلي.
لا شكَّ أن كلام السيد نصر الله، يُظهر عن قدرات استعلامية واستخباراتية هائلة لقوى المقاومة، والتي تلعب اليوم دوراً رئيسياً في المعركة المفتوحة مع إسرائيل، التي سعت وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية للاستحواذ على ميناء في قبرص، بحجة حماية وارداتها من البضائع في حال استهداف ميناء حيفا، الذي تضعه المقاومة في مقدمة بنك أهدافها، حيث زعمت الصحيفة العبرية المُقرَّبة من دوائر القرار في تل ابيب أن الاستحواذ على الميناء في قبرص يأتي استجابة لسيناريوهات الأمن القومي، خاصة وأن القبارصة يبدون اهتماماً في الأمر بحسب الصحيفة، على الرغم من التكلفة التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستحواذ المحتمل على الميناء لا يتعلق فقط بالوضع في غزة، فهو أيضاً للردّ على المخاوف الإسرائيلية بشأن صراع محتمل في الشمال، إذ قد يحاول حزب الله استهداف ميناء حيفا، بالتزامن مع قدرة حلفاء الحزب في العراق واليمن على تدمير الموانىء والأرصفة البحرية في أسدود و إيلات جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلّة.