حسين صالح - LebanonOn
قامت الدنيا ولم تقعد بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، خصوصا بعد التحذير المباشر لقبرص من التورّط مع إسرائيل بأعمال ضد لبنان، وقال إن قبرص ستكون بالنسبة للمقاومة في حسابات الحرب.
ويستمر نصرالله في خطابه الردعي، في حين تنقسم آراء المواطنين اللبنانيين بين مؤيد لهذا الخطاب ومعارض له، فمنهم من يرى أن ذلك يؤدي إلى أزمة دبلوماسية مع الدول الأوروبية وحرب شاملة مع إسرائيل، ومنهم من يرى أن هذا الخطاب يحمي لبنان من أي حماقة قد يرتكبها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو.
بافوس أقرب من إيلات
وقد نشرت صحيفة الأخبار اليوم صورة تحمل رسما لصاروخ متجه إلى بافوس، مرفقة برقم يدل على المسافة بين لبنان والعاصمة القبرصية وهو 330 كلم ورقم يدل على المسافة بين لبنان وإيلات 470 كلم، ويعتبر هذا تهديد مباشر لقبرص.
في هذا الوقت، أكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أن بلاده لن تكون جزءا من النزاع إنما هي جزء من الحل.
في هذا السياق، قال الأستاذ في الفيزياء النووية والقانون الدولي د.هادي دلول في حديث لـ LebanonOn إن "قبرص منطقة خصبة للإسرائيلي وبإمكانه السيطرة عليها، وفي حال استطاع استخدامها كمنصة صواريخ لضرب لبنان، فالحزب سيرد على قبرص".
ورأى دلول أن "توضيح الرئيس القبرصي جيد لكن هل ينفّذه؟ وهل بإمكانه الوقوف أمام نتنياهو ومنعه من استخدام هذه الأرض ومياهه الإقليمية؟"، مضيفا أن "خريستودوليدس ليس أردوغان أو السيسي والمعروف عن قبرص أنها ضعيفة سياسيا ولا صوت لها بالأمم المتحدة وهي مجرد عشوائيات للسياحة".
وشدد دلول على أنه "كما أن قصف إسرائيل لبنان من قبرص سهل فقصف قبرص من لبنان سهل أيضا".
وعن الداخل اللبناني، سأل دلول: "إذا اجتاحت إسرائيل لبنان هل سيبقى المعارضون لحزب الله نائمين؟"، مضيفا أن "ما يقوم به الحزب هو لردع الإسرائيلي من الاجتياح".
المرحلة الهجومية بدأت
وأشار دلول إلى أن "المرحلة الدفاعية انتهت وبدأت المرحلة الهجومية، وفكرة حفظ الرد لم تعد موجودة في لبنان، وكل ضربة تقابل بمثيلتها".
ولفت دلول إلى أن "عملية هدهد التي نفّذها حزب الله من خلال تصوير جوي فوق المناطق الإسرائيلية كانت رسالة واضحة لإسرائيل بأنها مخترقة".
وقارن دلول بين الواقع في لبنان والواقع في سوريا لناحية مواجهة إسرائيل، مشيرا إلى أن في لبنان هناك معارضة ولا يوجد قرار لبناني مشترك لضرب إسرائيل، بينما في سوريا فمن يعترض على ضرب إسرائيل والدخول إلى الجولان؟".
وحول قدرة سوريا على فتح جبهتها ومواجهة إسرائيل، قال دلول إن جنود روس سيقاتلون تحت العلم السوري مثلما يقاتل الجنود الأميركيون تحت العلم الإسرائيلي، وإذا خسر العدو الجولان يعني أن ظهرها انكسر".
حرب غير مخططة
وقال دلول إن الحرب اليوم غير مخططة وكل خطة تُرسم بيومها، فلم يكن أحدا يتوقع أن تحصل 7 أكتوبر، أو عدم مشاركة الأميركي كمشاركته في أفغانستان والعراق وسوريا، ولم يتوقع أحد رفع جنوب أفريقيا شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن، وهذا عكس هشاشة الأرضية الإسرائيلية.
وأضاف دلول أن "حرب التحرير ستبدأ بضرب إسرائيل من كل مكان لشلّها، وذلك سيحدث فقط خلال ساعات".
وتابع دلول: "عديد حزب الله يكفي الحرب، فشبان النبطية وحدهم يغطون منطقة كبيرة جدا، إلى جانب الفلسطينيين المدربين داخل لبنان الذين هم جاهزون للقتال تحت علم الحزب".
هوكشتاين في لبنان
وعن زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، رأى دلول أن "الولايات لمتحدة تريد تهدئة الوضع وعدم التصعيد على الجبهة الجنوبية لأنها تريد الاستثمار بالبتروكيميائيات في لبنان قبل روسيا، من بعدها إذا نجح الأميركي بذلك يذهب إلى اليمن".
وأوضح دلول أن استثمار الأميركي في لبنان يهم حزب الله أكثر من استثمار الروسي، لأن الأخير حليف ولا يمكن للحزب أن يكسب بينما الولايات المتحدة للدخول إلى سوق لبنان ستقدم قربانا كبيرا من خلال تقديم معلومات لإنهاء الإسرائيلي.
في الوقت الحالي، الجبهات المساندة لغزة مستمرة بعملها، دعما للفلسطينيين وإضعافا لإسرائيل واستنزاف جيشها، والميدان هو فيصل كل الحروب.