عزت ابو علي - LebanonOn
لم تصل الأمور بين مصر وإسرائيل إلى ما هي عليه الآن منذ أكثر من خمسين عاماً.
فالتوتر عالي المستوى بين القاهرة وتل أبيب خرج إلى العلن على المستوى السياسي، لكن الأخطر ما أقرَّت به دوائر الاستخبارات في كيان الاحتلال.
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي تعمل وفودُه على خط القاهرة تل أبيب سعياً وراء وساطة مصرية لوقف الحرب في قطاع غزة، وجد في قرار مصر الانضمام إلى طلب جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية لوضع حدٍ إسرائيل، فرصة لمهاجمة القاهرة عند كل استحقاق، فضلاً عن مزاعمه حول التقارب المصري الإيراني الذي وصفه بالأمر الذي لم تختبره إسرائيل من قبل.
كلام نتنياهو على خطورته لا يحمل نفس التداعيات على دوائر القرار في إسرائيل والمجتمع العبري، التي خلفها كلام إيلي ديكال، الذي يشغل منصب رئيس فرع الأبحاث الميدانية بجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" والباحث في الشأن المصري، والذي قال حرفياً إن تعزيز الجيش المصري في السنوات الأخيرة لقواته المسلحة يؤكد استعداده للحرب ضد إسرائيل.
اتهم ديكال الجيش المصري بانتهاك اتفاق السلام مراراً وتكراراً عبر زيادة قواته في سيناء خلال السنوات الأخيرة، على حد زعمه، وكشف عن أن الدبابات المصرية متوقفة في منطقة لا يُسمح لأي جندي مصري بالبقاء فيها وفق اتفاق "السلام"، فضلاً عن أن تصرفات الجيش المصري في سيناء تثبت أنه متأهب للحرب ضد إسرائيل.
وذهب ديكال أبعد من ذلك بالقول إن مصر لديها مصلحة كبيرة في عدم وجود إسرائيل، وإلى أن يتحقق ذلك، فإن القاهرة تفعل كل شيء لتقزيم قدرات إسرائيل.
أما أخطر ما كشف عنه ديكال فهو قيام مصر بحفر عشرات الأنفاق الضخمة تحت قناة السويس وبين جبال شبه الجزيرة، لتخزين الأسلحة الاستراتيجية، لمواجهة إسرائيل، وتجيهز المنطقة بأسلحة هجومية لمهاجمة الطائرات، وإخفاء قواعد الصواريخ القادرة على تدمير إسرائيل، بحيث تقوم المركبة الحاملة للصواريخ بالإطلاق وتعود إلى الداخل مرة أخرى فوراً، واتهم ديكال القاهرة بأنها تدعم حكومة غزة وتساعدها عسكرياً لإيذاء وتخريب القوات الإسرائيلية.
فمصر زادت من عديد قواتها في سيناء مع أسلحتهم الكاملة، ليصل العدد بحسب التقارير الاستخبارية إلى نحو 45 ألف مقاتل على الجانب المصري بعد أن كان محصوراً فقط بـ 750 فرداً من الشرطة وبأسلحتهم الفردية الخفيفة فقط.
تُدرك إسرائيل جيداً أن اللعب بأمن مصر القومي يُعتبر خطاً أحمر، لطالما حذَّر منه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شاهد بأم العين خلال زيارته للكلية الحربية المصرية قبل أسابيع قليلة، تلامذة الكلية يتدربون على نقاط الضعف في دبابة الميركافا الإسرائيلية، بالتزامن مع تصريحاته المتكررة عن إجراءات في كافة الاتجاهات في حال لم تستمع تل أبيب إلى نصائح القاهرة، التي قامت أيضاً بإعداد قوة شبه عسكرية من قبائل سيناء بقيادة رئيس اتحاد القبائل العربية في سيناء إبراهيم العرجاني.
لكن ماذا عن قدرة مصر لمواجهة إسرائيل؟ يكفي للإجابة هنا ما أقرَّ به أحد أشهر جنرالات إسرائيل إسحاق بريك الذي قال إن المصريين سيدفنون إسرائيل في حال الحرب معهم، ورأى أن انقلاب الجيش المصري على إسرائيل دراما سوداء، لا حلّ لها، وفي هذه الحالة ليس لدى إسرائيل خيار سوى الدعاء بحسب بريك، الذي وصف ما يحدث في إسرائيل بأنه صنيعة مجموعة من الحمقى الذين يريدون الحرب مع مصر، والتي ستكون المسمار الأخير في نعش إسرائيل بحسب تعبيره.