عزت ابو علي – LebanonOn
تشهد جبهة جنوب لبنان تصعيداً خطيراً مع كيان الاحتلال، يؤشر إلى صعوبة تراجع أطراف الصراع خطوة نحو الخلف، ورغم الحاجة إلى تسوية فإنَّ الأحداث تدل بأنها لن تأتي إلا على صفيح ساخن.
تبنَّى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة الأميركية يدعم اقتراح الهدنة بين إسرائيل وحماس ما سينسحب حُكماً على جبهة لبنان، إلَّا أن تل أبيب لم تتجاوب معه، وهو ما دفع واشنطن، ولأول مرة، لإصدار تعليقات سلبية على أعلى مستوى بشأن سياسات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وضعُ نتنياهو غير المستقر والغامض للغاية وتتحكم به رغبات اليمين المتطرف، نتيجة سيره خلف رغبات بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير للحفاظ على ائتلافه الحكومي، دفعه لصم الآذان عن القرار الأممي، فالمقترحات الأميركية تتناقض بشكل مباشر مع برنامج المتطرفين، في وقت يبدو فيه أن البيت الأبيض لم يقرر بعد التدخل بقوة لردع متطرفي إسرائيل عن تنفيذ رغباتهم بالتصعيد في زمن الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ومع فشل نتنياهو الملحوظ في غزة بعد 9 أشهر من المعارك، وما لحق بمستوطني شمال فلسطين المحتلة وقواته العسكرية المنتشرة على حدود لبنان، ومساعيه لإطالة أمد الحرب آملاً في وصول صديقه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لإنقاذه، يبدو أنَّ الأمور مرشحة للانزلاق نحو حرب شاملة مع لبنان، خاصة وأنَّ الحديث في تل أبيب يتمحور حول توصية من الجيش للقيادة السياسية بإنهاء عملية رفح في أقرب وقت ممكن والتقدم بالهجوم على لبنان.
يقول مصدر مقرَّب من محور المقاومة في حديث لـ LebanonOn إنَّ الأمور بدأت تنحدر نحو الأسوأ وخروج المواجهات عن نطاقها التقليدي أو ما كان يُعرف سابقاً بقواعد الاشتباك، خاصة وأن هناك معلومات وبحسب المصدر عن موقف أميركي يُعطي نتنياهو فرصة محدودة ضد حزب الله، وهو ما يؤشر إلى ضوء أخضر من واشنطن لاستمرار العدوان على الجنوب حتى لو تمَّ تطبيق وقف إطلاق النار في غزة.
ويُشدِّد المصدر على أنَّ المقاومة لن تتهاون مع تجاوزات الاحتلال، ولن تُفسح المجال أمام نتنياهو لتسجيل أية نقطة، خاصة وأنَّه يرغب بإسقاط السيناريو التدميري الذي انتهجه في غزة على لبنان بغالبيته، ويختم المصدر حديثه لـ LebanonOn بالتحذير من أنَّ العاصمة بيروت والمخيمات الفلسطينية في لبنان لن تكون بمنأى عن بنك أهداف العدو.