عزت ابو علي - LebanonOn
لا شكَّ أن ما يمرّ به المرشح الرئاسي لانتخابات أميركا الرئيس السابق دونالد ترامب، يُعَدُّ استثنائياً ويجري للمرة الأولى في تاريخ البلاد، فالرجل الجدلي أُدين بـ 34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات الأعمال في قضية نيويورك ضده.
هذه التُهم لم يستطع ترامب تجاوزها في لقاءاته الانتخابية فهو أعلن صراحة أنَّه سيكون لديه كل الحق في ملاحقة خصومه السياسيين إذا أُعيد انتخابه في تشرين الثاني المقبل.
وأظهرت إجابات ترامب خلال لقاءاته المتعددة عن الأسئلة بخصوص الانتقام واستخدام النظام القضائي لملاحقة خصومه السياسيين إذا عاد إلى البيت الأبيض، رغبته في معاقبة الرئيس جو بايدن وعائلته وإدارته.
يستند ترامب في معطياته إلى التقرير الصادر عن مكتب رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب، جيمس كومر، في أيار من العام 2023، والذي كشف عن تلقي بايدن وعائلته وبعض الشركاء لهم ملايين الدولارات من كيانات أجنبية، بما في ذلك دول مثل الصين وأوكرانيا ورومانيا، وإنشاء بايدن لـ 12 شركة بحسب ما كشفته السجلات المصرفية، عندما كان الرئيس بايدن نائباً للرئيس زمن حكم الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
لكن ترامب يبدو أقرب إلى المناورة منها إلى الجدّيّة في هذه القضية ومن خلال حديثه يتبَّن أنه يُريد مقايضة ما مع خصمه بايدن، فهو قال إنَّه لا يريد أن يفعل ما فعله الديمقراطيون بالحزب الجمهوري، وقصد بذلك بحسب تعبيره اختراع أي جريمة لإدانته، والقبض على الشخص الذي فاز بالترشيح بأغلبية ساحقة، أي هو نفسه.
ويظهر من خلال كلام ترامب أنَّ الأمور لا تسير بالاتجاه السليم، حيث حَذَّرَ من أن الاستمرار بنهج بايدن في معاقبته يعني أنَّه لن يتبقى لديهم الكثير من مساحة البلاد، حيث رفض تسمية ما يتعرَّض له بـ "الحرب القانونية"، وأكَّد أن ذلك يُعَدُّ تسليحاً للانتخابات، الذي وصفها بـ "الفاصلة في تاريخ أميركا"، وهو ما يُوجِبُ عَدَمَ تَرك هذه الأمور دون إصلاح بحسب تعبيره.
عند هزيمته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام منافسه بايدن، دفع ترامب بأنصاره إلى القيام بمظاهرات مسلحة وصلت حد إقامة الحواجز في ولايات عديدة على مرأى من أعين الشرطة واجتياح الكونغرس، ليُلاحق منذ ذلك الوقت بعدة تُهَم، ومن خلال ممارسات ترامب وتهديداته يبدو أن خسارته للانتخابات قد تدفع الولايات المتحدة إلى حرب داخلية كما يُحذّر المراقبون، لذا فإنَّ انتهاء الانتخابات في صناديق الاقتراع كما هو متعارف عليه في أميركا، يُعَدُّ أمراً مُستبعداً بحسب هذه المعطيات.