عزت ابو علي – LebanonOn
منذ الثامن من شهر تشرين الأوَّل الماضي نجح حزب الله بالاستخدام المتدرج للقوة، الأمر الذي شكَّل مفاجأة للعدو الإسرائيلي حيث أظهرت دوائر القرار فيه خشيتها مما ينتظر جيشها في حال دخوله الأراضي اللبنانية.
على الأرض يؤكد الباحث في مركز الدراسات الانتروستراتيجية العميد الركن نضال زهوي في حديث لـ LebanonOn أن جيش العدو فقد القدرة على المناورة بمدرعاته، فالحزب منذ بداية المعركة وضع حداً للأمر بإدخاله سلاح "الماس" إلى جانب الكورنيت، فصاروخ "الماس" المتطور الذي كشف الحزب النقاب عنه واستخدمه عطَّل قدرة الدبابات الإسرائيلية، فمن حيث المدى تستطيع الدبابة تنفيذ رمايات حتى 4 كلم فيما صاروخ الماس المُضاد لها يستطيع اصطيادها على بعد 10 كلم وهو الأمر الذي أخرج سلاح البر المُعادي من الخدمة.
وعن قدرة الاستطلاع لدى الجانبين يُشدِّد العميد زهوي على أنَّ التفوق واضح بالنسبة للمقاومة خاصة بعد تدميرها لكل وسائط التجسس وجمع المعلومات للعدو على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، في مقابل نجاح المقاومة بعمليات التصوير والاستطلاع الدقيقة وكشف الأهداف المعادية والتعامل معها بنجاح.
ويُشدِّد العميد زهوي على أنَّ الاحتلال بات يعتمد سلاح الجو المُسيَّر والحربي في قدراته التدميرية، إلَّا أن المقاومة نجحت بالتصدي لسلاح المُسيَّرات وإسقاط فخر صناعات الاحتلال العسكرية منها.
"هرميس" مُسيَّرة الاحتلال شهد الجميع على إسقاطها، ليبقى أمام العدو مُسيَّرته "هيرون تي بي" العاجزة عن تغطية كافة الأراضي اللبنانية، ويواجه الاحتلال مشكلة كبيرة على هذا الصعيد، فهي تنفذ على مدار الساعة مهمات عملانية في غزة، ولا يمتلك منها سوى 30 طائرة فقط.
لذا بقي أمام جيش العدو الطائرات الحربية "النفاثة أف 15 و أف 16"، وهُنا ذُهِلَ العدو عندما تصدَّت الدفاعات الجوية للمقاومة لهذه الطائرات في الساعات القليلة الماضية مما أجبرها على التراجع نحو قواعدها.
ويلفت العميد زهوي إلى أن المقاومة نجحت باستهداف هذه الطائرات بسلاح دفاع جوي متوسط المدى صنعته إيران وهو مشابة لمنظومة "بانستير" الروسية، وهذا ما فهمه العدو جيداً من خلال هذه الرسالة بأنَّ المقاومة باتت تمتلك هذا السلاح وما هو أكثر منه على صعيد سلاح الدفاع الجوي بعيد المدى للتصدي لسلاح الجو النفاث.
ويؤكد العميد زهوي أنَّ المقاومة من خلال كشفها عن هذا السلاح أرادت فرض قوة رادعة وإيصال رسالة للعدو الإسرائيلي بأنَّ المبادرة بيد محور المقاومة وأنَّ تحرير فلسطين بات قريباً جداً، خاصة وأنَّ الأميركيين أكدوا للإسرائيليين بأنَّ أي عدوان شامل على لبنان سيعني دخول إيران بشكل مباشر في الحرب، وبالتالي فتح جبهات سوريا والعراق واليمن ولبنان وإيران بالإضافة إلى جبهة غزة المشتعلة بشكل كامل، وسط تسريح العدو لفخر قواته الخاصة من لواء جفعاتي وغياب لواء غولاني منذ مدة طويلة بعد خسائره الفادحة في غزة.
ويمتلك الاحتلال 11 فرقة عسكرية كلها في وضعية الاشتباك 4 في غزة و 4 في الشمال فرقة ونصف في الضفة الغربية المحتلة والباقي على حدود سيناء والأردن وسوريا، فكيف في ظل وضع الجيش الإسرائيلي الحالي القتال على هذه الجبهات مجتمعة؟!.
مهما تصاعدت تهديدات العدو بالحرب الشاملة على لبنان، يبقى الكلام مجرَّد صراخ في ظل العجز عن التنفيذ، وإذا كانت المُعضلة الوحيدة أمام المقاومة هي سلاح الجو وفي ظلّ إيجاد وسائط دفاعية للتعامل معه، هل تتحمل إسرائيل رؤية طائراتها الحربية تتساقط وترى نفسها أمام العشرات من رون أراد؟ هذا مع الأخذ بالحسبان تدمير المقاومة بصواريخها الدقيقة لمدارج الطائرات ومطارات العدو، فأين ستحط هذه الطائرات إن عادت بعد قصف أهدافها؟!.